تكونت كلمة (بريد) من اجتماع أربعة أحرف، ولكنها تحمل بين جانبها تاريخا يعيدنا إلى آلاف السنين. فمنذ القدم كان التواصل بين الشعوب أمرا معروفا ومهما، ومن أهم الوسائل في ذلك الوقت (الرسائل) أعني بها تلك التي كانت تحملها طيور الحمام الزاجل، ثم تطورت إلى أن أصبحت تحمل على السفن أو على لسان شخص ما، ومن ثم فتح العرب في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديوانا للبريد، وازدهر في العهد العباسي إلى أن تطور عبر العصور في زمننا هذا. وأتاحت التكنولوجيا الحديثة للأصدقاء والأقارب في بلادنا وبلاد مختلفة التحدث عبر الحدود والقارات والمحيطات عن طريق الإنترنت (البريد الإلكتروني) لكي تنقلك إلى عالم جديد من (الخيال الحقيقي) عبر شاشة الكمبيوتر مزودة بالسماعات والصورة. فالبريد هو لغة التواصل بين مختلف شعوب الأرض ليرسل كل شخص خصوصياته، والآن دعنا نعرف مصطلح (البريد الإلكتروني) هو إحدى وسائل الاتصال عن طريق كتابة رسالة نستطيع إرفاق بعض الصور والصوتيات معها يرسلها كاتبها إلكترونيا مستخدما شبكة المعلومات (الإنترنت). ومن الملاحظ أن هذا البريد الإلكتروني ليس النوع الوحيد من عائلة البريديات ولكنه الأسرع والأكثر استخداما في التواصل. وإذا رجعنا بعجلة الزمن إلى الوراء قليلا لنصبح في عصر لم يعرف الإنترنت بعد.. يروى أن طفلة صغيرة كانت تعيش مع جدتها الفقيرة في ضاحية من ضواحي مدينة أوروبية، وعندما عرفت الطفلة مكان عيش والدتها ألحت على جدتها العجوز برغبتها (النابعة من فطرتها تجاه أمها) في رؤية أمها، ولكن الجدة كما ذكرنا فقيرة، فكرت الجدة في طريقة توصل بها الطفلة إلى أمها فوجدت أن أفضل هذه الطرق التي دارت في مخيلتها أن ترسل الطفلة على أنها طرد بريدي، وبالفعل قبلت هذه الفكرة من قبل وزارة البريد آنذاك، فأرسلت وكأنها رسالة عادية ووصلت إلى حضن أمها الدافئ. ومن هذه الرسالة استشهدنا أن البريد كان ولا يزال وسيلة اتصال عالمية.