حينما تكون الحاجة أم الاختراع، فإن الوسيلة لا تعرف جنسا معينا، بل تكون الفرص حاضرة للذكر أو الأنثى، خاصة لأولئك الذين يريدون العمل باليد ويأكلون كما يقال من عرق الجبين. وتحضر المرأة في هذا المجال، فهي حينما تكون رب الأسرة والعائل الوحيد لها فإن عمل اليد يعتبر الأنسب، خاصة أنه لا توجد شهادات علمية، ومجال العمل باليد لا يعترف بها، فقط يعترف بمن تحترف المهن وتتقن الصناعة. وفي مهرجان ربيع بريدة حينما تشارك 120 أسرة منتجة ومنها النساء الحرفيات يمكن إدراك أن عمل اليد مبارك، كما أن مثل هذه المهرجانات نوافذ تسويقية جيدة للحرفيات، يبعن كل ما لديهن ويخرجن بفائدة عظيمة. في السوق الشعبي تجذب «أم شجاع» المرأة المسنة وهي تغزل الصوف بيديها المنهكتين الذكريات للعائلات عبر قصة وقصيدة في مشهد رائع فيتوقف كل زائر عند محطة «أم شجاع» بين تلك المحال النسائية وبين أروقة المهرجان يستمع إلى الحكواتية بصوتها الوقور وهي تقدم الدروس عبر قصة قصيرة وتختمها بقصيدة عندما تمثل الجدة بين أبنائها. تلك المرأة المكافحة التي تعول تسعة من الفتيات من أجل البحث عن لقمة العيش الكريمة جاءت لبيع السدو والمفارش والتعليقات، ولتقدم أنموذجا يحتذى عن دور المرأة وصمودها عندما تنضم إلى قائمة الأرامل ولتكافح من أجل البقاء بشرف من أجل العيش، تتحدث وفي صدرها أنين صامت عن سر تواجدها في كل المحافل والفعاليات التي تنظم في منطقة القصيم محاولة تقديم كل ما لديها رغم ثقل المسؤولية وتحمل مصاريف بيتها ووفاة العائل الوحيد.