منذ أن بدأت إيران بمسألة التخصيب وأشهرت عنادها صرح البيت الأبيض أن إيران اختارت «طريق التحدي».. ومن المعلوم أن الهيمنة الأمريكية لن ترضى باستعلاء أحد ولن يهمها إلا أهدافها ومصالحها، وستطوع المنطقة الخليجية لتتآزر معها ضد إيران وتعزز العلاقة الدولية كي تضمن أيضا دول الخليج مصالحها العامة. ولو قرأنا إيران كقوة من حيث إنها تمتلك البرنامج النووي وأنها تمضي بخططها غير آبهة بالعالم دليل على تخبط سياسي وتحد غير متكافئ، لنراها اليوم تستعرض بقوتها وقدرتها حين أعلنت أنها ستغلق مضيق هرمز.. كدعاية تحاول من خلالها قياس تأثيرها.. تماما مثل طفل أتعبه التجاهل فبدأ بالصراخ.. فهل ستفعلها؟ عندما تنفذ إيران تهديداتها سيخسر العالم 40 % من كمية النفط المتوفرة عالميا. فإن مضيق هرمز الواقع بين إيران وعمان يعتبر من أهم محاور الملاحة لعمليات شحن النفط؛ ما يعني أن الدول المصدرة للنفط ستخسر بشكل كبير من جراء هذا القرار وإيران لن تكسب سوى مزيد من التصعيد في العلاقات الدولية فهي لا تعي المأزق الذي ستصنعه لها بقرار سفيه مبني على تحد وعناد. هل هي حرب كلامية ستنتهي أم فعلا حرب خليجية ثالثة؟ وكثير منا يدرك أن إيران اتخذت من الطائفية أداة سياسية تدفع بها نحو مطامعها. فانكشفت نزواتها أخيرا في البحرين والكويت وسورية والسعودية، فهي تتحرك وفق المشاعر الدينية الطائفية كغطاء لتكسب من ورائه أهدافها وخططها السياسية.. حيث استخدمت التشيع وسيلة أساسية لتمهيد الطريق لمد نفوذها كما أنها تعزز القومية الفارسية إذ تصر على تسمية الخليج العربي «بالفارسي». برأيي أن الاتجاه الحازم في الخطابات السياسية لدول الخليج تجعل الأمور تتخذ مسارا أوضح. والتعاون الخليجي لحفظ الأمن وطرح الرؤى والأهداف المشتركة يجعلنا نبني المستقبل ونخطط باستقراء الواقع وتوقع المخاطر الجديدة التي تهدد أمن الخليج على الصعيد الداخلي وكيفية مواجهتها. لذا فإن الدور الذي سيلعبه الإعلام مهم في تبصير من يظن أن إيران تريد وحدة طائفية وهو ادعاء من أجل أغراض سياسية ومخططات لمد نفوذ إيراني فارسي، إذ إن تهديدها للخليج كاف للكشف عن النوايا السيئة التي تضمرها للعرب.