دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، عموم التجار بأن يكونوا عونا على وحدة الصف والاستقرار والأمن. وقال مخاطبا إياهم في خطبة الجمعة أمس «لقد من الله عليكم بنعمة التجارة في هذه البلاد، فاشكروا الله جلا وعلا، ثم اشكروا لبلادكم التي رغفتم بخيراتها، واعلموا أن الجشع واستغلال الفرص لرفع الأثمان والسلع على إخوانكم المسلمين عواقبه وخيمة، أنتم أول من تجنون عواقبه السيئة، بادروا إلى تحقيق الأمن الاجتماعي بالمبادرة إلى أداء الزكاة التي فرط فيها البعض، وعليكم بالإكثار من الصدقات والمساهمة في المشاريع التي تنفع المجتمع والمبادرة بتوظيف الشباب وبذل العطاء الجزيل إزاء الوظائف التي يقومون بها فذلكم واجب اجتماعي ومطلب وطني». وحذر آل الشيخ الشباب من الأعداء الذين يتربصون بهم وبلادهم بأنواع المكر المتعددة من نشر المخدرات المهلكة وغزو الأفكار والعقول وبث الفتن وأسباب الشر والفساد، وأضاف «كونوا درعا في الحفاظ على دينكم والدفاع عن بلادكم الذي نشأتم على أرضه ونعمتم بخيره، احذروا من الدعوات التي تهدد الأمن وتزعزع الاستقرار؛ فإن الواقع الذي عاشته وتعيشه بلدان حولنا يذكرنا بأن انفلات الأمن أعظم الشرور وأن المحن والكروب نتائج الإخلال بالأمن فيعود العمار خرابا والأمن سرابا، ويا أيها الشباب أبشروا بالخيرات وأمنوا في بلادكم وولاة أموركم تنالوا العاقبة الحميدة والعائدة السعيدة، فأنتم أول من يجب أن يكون عونا في تحقيق الخير وسندا في تحضير الرفاهية والرخاء والأمن والاطمئنان». وأوضح أن من أسباب توفر الأمن أن يحرص ولي الأمر على أداء مهمته التي كلفها الله جل وعلا بها من تحقيق العدل في رعيته ومحاربة الفساد بشتى مجالاته والأخذ على أيدي السفهاء وردع المجرمين والمفسدين، وكذلك من أسباب تحقيق الأمن التناصح والتراحم فيما بين الراعي والرعية والتعاون على وفق المنهج النبوي المؤصل على الإخلاص لله جل وعلا والتعاون على الحق الذي لا يحدوه إلا خوف الله جل وعلا مع مراعاة مبادئ الرفق والحكمة واللطف بما يجمع الكلمة ويوحد الصف ويؤلف القلوب، مبينا أن التناصح الذي يجلب المصالح ويدرأ المفاسد بكلام طيب وأسلوب حسن وتوجيه سديد يقود الجميع إلى الخير والصلاح والازدهار وينأى بالناس عن التفرق والتشتت والفوضى. وأضاف «إن من نعمة الله جل وعلا علينا في هذه البلاد ما من به من نعم كثيرة منها نعمة الأمن بسبب قيام هذه الدولة منذ تأسيسها على نصرة عقيدة التوحيد وعلى قيامها على الدعوة السلفية التي رسمها محمد صلى الله عليه وسلم دعوة تنتهج القرآن الكريم والسنة النبوية منهجا ودستورا، حتى صارت هذه الدولة بسبب هذا الأمر تتصدر المكانة العليا والمنزلة الأسمى». وأكد آل الشيخ أن الأمن من أهم مطالب الحياة به تتحقق الحياة السعيدة ويحصل الاطمئنان والاستقرار وبه تتحقق السلامة من الفتن والشرور؛ مبينا أنه إذا اختل الأمن وتزعزعت أركانه وقع المجتمع في الفتن العريضة والشرور المستطيرة وكثرت الجرائم الشنعاء والأعمال النكراء؛ لذا حرم الإسلام كل فعل يعبث بالأمن والاطمئنان والاستقرار وحذر من أي عمل يبث الخوف والرعب والاضطراب. وأهاب بالمسؤولين تقوى الله جل وعلا في أنفسهم وولي أمرهم، داعيا إياهم لقيامهم بواجباتهم أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام ولي أمرهم ومجتمعهم في تنفيذ السياسة التي انتهجها ولاة الأمر من أجل إسعاد المواطن وتحقيق مصالحه وعدم تعقيد الأمور والتيسير على المواطنين والحرص على مصالح المجتمع ومقدراته وخيراته فهي أمانه في أعناقهم والله سائلهم عن ذلك. وفي مكةالمكرمة، أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن تأويل الرؤى بمنزلة الفتوى، فلا تخاض غمار الرؤى إلا بفهم وعلم، وبصيرة نافذة وحلم، ولا يعبرها إلا حاذق خفي، أو ماهر نقي أو عالم تقي، قد علم شروطها وضوابطها، ورموزها وروابطها، مشيرا إلى أنه من المقرر عند علماء الإسلام أن الرؤى والأحلام لا تبنى عليها الأحكام. وشرح في خطبة الجمعة أمس، أن التهافت اللهيف حيال تعبير الرؤى، مع الغلو فيها والتهويل، والتواكل عليها والتعويل، والخروج بها عن سنن النبوة الوسط، إلى حيز الشطط، تأذن لرواج الأباطيل، واستشراء الأقاويل، والافتآت على شرع الله دون سِناد أو دليل، ومَن احتبس عليها عقله وروحه، فعن هدي سيد الثقلين، عليه الصلاة والسلام قد حاد، ولن يبلغ شروى نقير من المراد .