سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إمام المسجد النبوي يناشد المسؤولين والتجار والشباب المساهمة الحقيقية في الحفاظ على نعمة الأمن ورغد العيش شدد على السمع والطاعة لولي الأمر وأكد على أن البلاد ماضية نحو حياة أكثر رخاء
وجه إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس رسائل ساخنة خص بها المسؤولين والتجار والشباب ناشدهم فيها المساهمة الحقيقية في الحفاظ على أكبر نعمة امتن الله بها على بلادنا وهي الأمن الوافر ورغد العيش , مشددا على قيام الوزراء والمسؤولين بالأمانة التي أوكلها لهم ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - من أجل إسعاد المواطن قائلا :" لا تعقدوا الأمور يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا احرصوا على مقدرات المجتمع فهي أمانة في أعناقكم , ويا أيها التجار كونوا عونا في توحيد الصف فقد من الله عليكم بهذه النعمة فاشكروا لله ثم لبلادكم واحذروا من الجشع واستغلال الفرص لرفع الأثمان , وأيها الشباب اعلموا أن الجميع من حاكم وعلماء ومثقفين معكم في تحقيق الحياة السعيدة لكم , وبلادكم ماضية في تحقيق حياة أكثر رخاء وأوسع عطاء فمن وجد منكم تقصيرا من مسؤول فليحرص على الاتصال بولاة الأمر ونوابه من امراء ومحافظين ومحاكم إدارية" كما حذر فضيلته من عواقب اختلال الأمن قائلا : إذا اختل نظام الأمن وتزعزعت أركانه وقع المجتمع في الفتن العريضة والشرور المستطيرة وكثرت الجرائم الشنعاء والأعمال النكراء لذا حرم الإسلام كل فعل يعبث بالأمن والاستقرار وحذر من كل عمل يبث الخوف والاضطراب " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما " , وبلغت عناية الإسلام في الحفاظ على الأمن بأن حرم كل ما يؤذي المسلمين في طرقاتهم وأسواقهم ومواضع حاجاتهم. وأضاف : الأمن من أهم مطالب الحياة به تتحق الحياة السعيدة وبه يحصل الاطمئنان والاستقرار وتتحقق السلامة من الفتن الشرور لذا فهو نعمة كبرى ومنة عظيمة لا يعرف كبير مقدارها وعظيم أهميتها إلا من اكتوى بنار فقدها ووقع في الخوف والقلق والذعر والاضطراب ليلا ونهارا حظرا وسفرا , نعم إن الأمن منة عظيمة امتن الله بها على أقوام فيقول جل وعلا : " سيروا فيها ليالي وأياما آمنين " , ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول : " من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ". وقال فضيلته : إن من أسباب توفر الأمن السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف وفيما لا معصية فيه لله عز وجل وهذا أصل من أصول الدين به تنتظم مصالح الدارين " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " , وفي الشأن ذاته أن من أسباب توفر الأمن أن يحرص ولي الأمر على أداء مهمته التي كلفه الله بها من تحقيق العدل ومحاربة الفساد بشتى مجالاته والأخذ على أيد السفهاء وردع المجرمين والمفسدين , ومن أسباب تحقيق الأمن التناصح بين الراعي والرعية والتعاون على وفق المنهج النبوي المؤصل على الإخلاص لله جل وعلا والتعاون على الحق ومبادئ الحكمة واللطف بما يجمع الكلمة ويوحد الصف مما يدرأ المفاسد بكلام لين وأسلوب حسن يقود للخير وينأى بالناس عن التشتت والعبث والفوضى. وأضاف : من نعمة الله علينا في هذه البلاد ما من به من نعم كثيرة منها نعمة الأمن الوافر لقيامها على الدعوة السلفية وإلا فالناس كانوا في خوف وتشتت , إنها الدعوة السلفية التي رسمها محمد صلى الله عليه وسلم منهجها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حتى صارت هذه الدولة بسبب هذا الأمر تتصدر المكانة العليا , فما واجبنا نحو هذه النعم خاصة الدين والتحاكم للشريعة ؟ واجبنا واجب كل مواطن أن يشكر نعمة الله وأن يكون حريصا على حفظ الأمن والاستقرار , فيأيها الشباب إن الأعداء يتربصون بكم وببلادكم بأنواع متنوعة من مخدرات وغزو الأفكار وبث الفتن والفساد فالحذر الحذر كونوا درعا متينا للدفاع عن بلادكم احذروا من الدعوات التي تهدد الأمن وتزعزع الاستقرار فالبلدان التي حولنا تذكرنا بأن انفلات الأمن من أعظم الشرور , فيعود العمار خرابا والأمن سرابا نسأل الله السلامة والعافية. وقال : الأمن نعمة عظماء وفقدانه إنما سببه الإعراض عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم , الإعراض عن المنهج الإسلامي الذي رسمه لحياة الناس في دنياهم وفي أخراهم , وإن من أعظم أسباب فقد الأمن فشو المعاصي والسيئات والموبقات قال تعالى : " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " وأضاف : إن من أعظم أنواع الإعراض التي بسببها دبت الفتن والقلاقل وفقد الأمن والأمان في بعض بلدان المسلمين التولي عن تحكيم شريعة الله جل وعلا التي كان ينادي بها علماء المسلمين في كل مؤتمر إن استبدال شريعة الله بالقوانين الوضعية والدساتير البشرية إنما هو من أعظم الأسباب التي بسببها دب الظلم والقهر والعدوان في بعض البلدان فكانت النتائج مخزية والعواقب وخيمة فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول : " وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم " إن هذا الحديث علم من أعلام النبوءة وإن علينا في المستقبل أن نعمل جاهدين على تحقيق شريعة الله جل وعلا في حياتنا وبذلك تطيب الحياة وتسعد القلوب وتطمئن الأفئدة ويعيش الناس في رخاء وأمن وأمان.