طالب إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة أمس بإيجاد مظلة علمية شرعية معتبرة تتولى الإشراف على تفسير الرؤيا والذي خرج به البعض عن سَنن النُّبُوَّة الوسط، إلى حَيِّز الشطط، تَأَذُّنٌ لِرَواج الأبَاطيل، واسْتشرَاء الأقاويل، والافتآت على شرع الله دون سِناد أو دليل،وأن هذه القضية المهمة تميز الأكفياء عن الأدعياء حفاظا لبيضة الدين وحراسة للملة والديانة وسموًا بعقول أبناء الأمة . وبين أن تأويل الرؤيا بِمَنزلة الفَتْوَى، فَلا تُخاض غِمَارُ الرُّؤى إلاّ بِفَهم وعِلم، وبَصِيرَة نَافِذَةٍ وحِلْم، وَلا يَعْبُرُها إلاَّ حَاذِقٌ خَفِي، أو مَاهِر نقِي أو عالم تقي، قد عَلِم شروطها وضوابطها، ورُموزها ورَوَابطها ، مشيرا إلى أنه من المقرر عند علماء الإسلام أن الرؤيا والأحلام لا تبنى عليها الأحكام.وأهاب فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بالمسلمين التوكل على الله في جميع الأمور ، مؤكدا أن مَصَائِرَ الخلق بِيَد الله - عَزَّ وجل - ونادى فضيلته من أسماهم بالحالِمين الواهِمين المَنَامِيّين قائلا :علام اللَّهَاث صَوْب العابرين ، فَمَا كانت الأحْلام أبَدًا وقَطُّ ترَادُف النّعم والإمْراع، أو جَلب الحظوظ والسعادة والمنازل العليّة والسِّيادة، وإنه نظرًا لتفشي هذه الظاهرة وامتطاء فئات من الناس لصهوتها وهم ليسوا من أهلها فإن المؤمل ايجاد مظلة علمية شرعية معتبرة تتولى الإشراف في شؤونها. * * وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة امس : « إن الأمن من أهم مطالب الحياة به تتحقق الحياة السعيدة وبه يحصل الاطمئنان والاستقرار وبه تتحقق السلامة من الفتن والشرور ؛ لذا فهو نعمة كبرى ومنة عظيمة لا يعرف كبير مقدارها وعظيم أهميتها إلا من اكتوى بنار فقدها فوقع في الخوف والقلق والذعر والاضطراب ليلا ونهارا سفرا وحضرا ، فالأمن نعمة عظيمة امتن الله بها على أقوام فيقول جل وعلا (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين )، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ). وبين فضيلته أنه إذا اختل الأمن وتزعزعت أركانه وقع المجتمع في الفتن العريضة والشرور المستطيرة وكثرت الجرائم الشنعاء والأعمال النكراء ؛ لذا حرم الإسلام كل فعل يعبث بالأمن والاطمئنان والاستقرار وحذر من أي عمل يبث الخوف والرعب والاضطراب وقال : « ولقد بلغت عناية الإسلام بالحفاظ على الأمن بأن حرم كل ما يؤذي المسلمين في طرقاتهم وأسواقهم ومواضع حاجاتهم « ، موضحا أن من أسباب توفر الأمن السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف وفيما لا معصية فيه لله جل وعلا فذلك أصل من أصول الدين وبهذا الأصل تنتظم مصالح الدارين. وحذر فضيلته الشباب من الأعداء الذين يتربصون بهم وبلادهم بأنواع المكر المتعددة من نشر المخدرات المهلكة ومن غزو الأفكار والعقول وبث الفتن وأسباب الشر والفساد وقال : « كونوا درعا في الحفاظ على دينكم والدفاع عن بلادكم التي نشأتم على أرضها ونعمتم بخيرها ، احذروا من الدعوات التي تهدد الأمن وتزعز الاستقرار ؛ فان الواقع الذي عاشته وتعيشه بلدان ممن حولنا يذكرنا بأن انفلات الأمن أعظم الشرور وأن المحن والكروب نتائج الإخلال بالأمن فيعود العمار خرابا والأمن سرابا، ويا أيها الشباب أبشروا بالخيرات وآمنوا في بلادكم وولاة أموركم تنالوا العاقبة الحميدة والعائدة السعيدة ، فأنتم أول من يجب إن يكون عونا في تحقيق الخير وسندا في تحضير الرفاهية والرخاء والأمن والاطمئنان» .كما ناشد عموم التجار بأن يكونوا عونا على وحدة الصف والاستقرار والأمن واعلموا أن الجشع واستغلال الفرص لرفع الأثمان والسلع على إخوانكم المسلمين عواقبه وخيمة ، أنتم أول من تجنون عواقبه السيئة .