تواصل «شمس» لليوم الثالث على التوالي استعراض مسيرة الدولي المعتزل محمد الدعيع قائد فريق الهلال والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم سابقا والذي رغم ظهور منتخب المملكة بمستويات لم تكن مرضية في نهائيات كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا، إلا أن محمد الدعيع اختير ضمن أفضل عشرة حراس في تلك البطولة وحل ثامنا، وبعد انتهاء البطولة اختير من ضمن نجوم العالم الذي شاركوا في مباراة استعراضية ضد نجوم أوروبا، وبعدها شارك محمد الدعيع في كأس الخليج المقام وقتها في البحرين وحصل على أفضل حارس مرمى، ومن ثم ساهم مع المنتخب السعودي في تحقيق كأس العرب للمرة الأولى في تاريخ الأخضر، وحاز الدعيع على أفضل حارس مرمى بالبطولة، ليؤكد الأمير فيصل بن فهد رحمه الله أن الدعيع يستحق الاحتراف الخارجي بعد تقديمه مستويات مذهلة وحصوله على جوائز بدءا من كأس العالم وكأس الخليج وكأس العرب, ليتلقى الدعيع في عام 1999 عرضا شفهيا من نادي آرسنال الإنجليزي ولكن لم تتم الصفقة بسبب عدم اتفاق النادي الإنجليزي مع إدارة نادي الطائي. ولم تمر فترة قصيرة على العرض الشفهي للفريق الإنجليزي، إلا وتشهد الساحة الرياضية السعودية تنافسا من قبل أندية سعودية وخليجية وعالمية للاستفادة من خدمات محمد الدعيع ولا سيما أنه وقتها حصل على جائزة حارس القرن كأفضل الحراس في تاريخ قارة آسيا، وتلقت إدارة نادي الطائي حينها عروضا مغرية وشهدت الصفقة مزايدات مادية بين أندية ولا سيما الهلال والنصر، ليدخل النصر بعرض مادي كبير ولكن محمد الدعيع حينها أفصح لمسؤولي الطائي رغبته في اللعب للهلال فقط، وهو ما أسهم في تمديد حسم الصفقة للنصر ولنادي خليجي آخر، ليتدخل عضو الشرف الهلالي الأمير الوليد بن طلال الذي قال في تصريح شهير «أنا أحب الدعيع وأتمنى أن يكون هلاليا لأن هذا مكانه» وظل يتابع الموضوع حتى حسمت الصفقة للهلال، وبالرغم من العرض الهلالي الذي فاق خمسة ملايين ريال كأكبر صفقة انتقال تشهدها الكرة السعودية في ذلك الوقت، إلا أنه لم يكن العرض الأكبر من بين العروض المقدمة لإدارة الطائي، ولكن رغبة الدعيع في الانتقال حسمت الصفقة في صفقة تعد صفقة القرن العشرين. وبعد انتقال محمد الدعيع للهلال خرج رئيس النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، بتصريح أثار الهلاليين بتأكيده على أن محمد الدعيع يعد من ضمن قائمة اللاعبين الكبار سنا ولن يستفيد منه الهلال كونه على عتبة الاعتزال مشددا في تصريح فضائي على قدرة حارس النصر حينها محمد الخوجلي وحارس الهلال حسن العتيبي التفوق عليه, ولكن الدعيع استمر أكثر من عشرة أعوام وحقق مع الهلال أكثر من 20 بطولة بل إنه أسهم في أن يرجح كفة الهلال على النصر على مستوى الانتصارات والتهديف حيث كان النصر قبل قدوم الدعيع الأكثر فوزا والأكثر تهديفا على مستوى تاريخ الفريقين ليعتزل الدعيع والفارق بين الفريقين على مستوى اللقاءات والتهديف لصالح الهلال. ونجح محمد الدعيع في أن يسهم مع الهلال في زيادة رصيده البطولي محليا وعربيا وآسيويا، حيث كانت باكورة بطولات الدعيع كأس المؤسس من أمام الأهلي، ويتبعها باختياره كأفضل حارس خليجي في بطولة الأندية الخليجية، ليواصل الدعيع تألقه ويسهم بقوة في حصول الهلال على لقب دوري آسيا بعد تغلبه على فريق جابيلو الياباني، ليطلق رئيس جابيلو فور عودته لليابان تصريحا إعلاميا مدويا بعد أن سأله إعلاميو اليابان عن خسارة الكأس بالقول «أبعدوا الدعيع وأجلب لكم الكأس». ويستكمل الدعيع مشواره الجديد بمساهمته بتحقيق الهلال لمسابقة كأس ولي العهد ويحافظ على مرماه خاليا من الأهداف, في موسم 2009. ولم تتوقف إبداعات محمد الدعيع الكروية مع المنتخب، حيث صال وجال في بطولة آسيا المقامة بلبنان وحاز على كأس أفضل حارس في البطولة بعد أن قدم مستويات مدهشة توجته كذلك باختياره ضمن أفضل حراس العالم في الألفية وحل في المركز السابع. وواصل الدعيع مع مطلع الألفية عطاء كرويا فاض إبداعا وإمتاعا، حيث أسهم في تحقيق الهلال كأس الصداقة الدولية وكأس البطولة العربية، وكأس النخبة العربية، وكأس السوبر المصري السعودي، وساهم في حصول الهلال على لقب كأس الكؤوس الآسيوية لموسم 2002 ومن ثم شارك مع الفريق في التأهل إلى كأس العالم للأندية بعد أن تغلب الهلال على شميزو الياباني في نهائي كأس السوبر الآسيوي لعام 2002. وفي الوقت الذي توج محمد الدعيع بعمادة لاعبي العالم، وكان هو الحارس الأساسي لمنتخبنا في المباريات الودية التي تسبق بأيام كأس العالم 2006، فوجئ المتابعون بوجود محمد الدعيع احتياطيا، وصدم الشارع الرياضي من الصمت المطبق للجهاز الفني والإداري في عدم تكريم الدعيع في المحفل العالمي ومشاركته ولو دقائق مثلما شاركت بعض الأسماء الشابة في آخر مباراة للمنتخب، ذلك الموقف الذي أثار حفيظة بعض الوسط الرياضي السعودي وتساؤلاتهم، لم يجدوا له حتى وقتنا الحاضر إجابة واضحة في عدم مشاركة الدعيع برغم جاهزيته الفنية والنفسية وبرغم أنه كان الخيار الأول في المباريات الودية وكان نجم المباريات الودية أمام البرتغال وبلجيكا. وباتت صورة غياب محمد الدعيع عن المنتخب بقرار لم يكن فنيا تتضح، بعد أن أسهم في تحقيق الهلال لإنجازات على المستوى المحلي، واختير من ضمن وسائل إعلامية وجهات رياضية كأفضل حارس في السعودية لثلاثة أعوام متتاليية دون منافسة، وسط ظهور حراس المرمى بمستويات متواضعة، فالدعيع أسهم مع الهلال في 2007 في تحقيق كأس ولي العهد وحقق مع الهلال بطولة الدوري وكأس ولي العهد في عام 2008 وكان هو نجم الموسم، ليواصل عطاءه الفني في عام 2009 ويحقق أفضل حارس وقد أجمع المهتمون بالشأن الرياضي على أنه يستحق أن يكون مشاركا مع منتخبنا في تصفيات كأس العالم 2010، لتنقطع علاقته بالأخضر بنهائيات كأس العالم التي انطلقت منذ عام 1994 بمساهمة الدعيع مرورا ب 1998 و2002 وحتى عام 2006 كآخر ظهور للمنتخب بكأس العالم بتواجد الدعيع الذي ارتبط اسمه بالمونديال سواء بالمشاركة أربع مرات أو بقرار اعتزاله الكروي حيث قرر بالتزامن مع انطلاق كأس العالم 2010، أن يتوقف عن الركض الكروي ويخلع قفازيه اللذين حملا جميع الكؤوس والبطولات بعد مشوار قارب ربع قرن .