المتتبع للساحة الغنائية وما يطرح فيها من أعمال أقل ما يقال عنها «سخيفة» ينتابه غثيان مع شعور بهبوط حاد في مستوى الألحان والكلمات فنسمع تارة «كبد بد» وآخر «قلب قلب» «وعيار» وغيارها الكثير من الأعمال التي عجت بها الساحة وأفسدت الذوق العام. الجميع يعرفون محورية الكلمات في الأغنية، أي من دون الكلمات لا تكون هناك أغنية، وما تعانيه الأغنية اليوم أشبه ما يكون بموسيقى من دون كلمات، للهبوط الحاد في الكلمة ومفرداتها الهابطة، من نتائج هبوط الأغنية الخليجية هبوط أسهم عدد من المطربين بصورة تدعو إلى القلق والوقوف لإعادة النظر بها، وتدقيق البحث في العلاج والسرعة به، لأن المتلقي لا ينتظر طويلا، ودائما يبحث عن البدائل أينما كان. الأغنية الخليجية تسيدت الفن العربي لفترات طويلة بسبب الشعراء الذين قدموا كلمات قوية قادرة على المنافسة والصمود أمام القادم، الأمير بدر بن عبدالمحسن، الأمير خالد الفيصل، الأمير سعود بن بندر، إبراهيم خفاجي، وعبداللطيف البناي، وغيرهم الكثير، أسماء صنعت المجد بكلماتها الرائعة وأفكارها المتميزة التي كتبت ميلاد عدد من نجوم الأغنية الخليجية وروادها. أما الآن فكثرت القنوات الفضائية الخاصة بالشعر والمجلات والبرامج المتخصصة في بعض القنوات، إلا أنها لم تنتج الشاعر الموهوب القادر على تقديم الكلمة الراقية التي تستطيع وضع بصمة مميزة في عالم الأغنية الخليجية والعربية، أين طلال سلامة بعد «رضا والله وراضيناك» أين عبدالمجيد عبدالله بعد «يا طيب القلب وينك»؟ أين عبدالله الرويشد ونبيل شعيل وعبدالكريم عبدالقادر؟ كل هذه النجوم لم تعد قادرة على العودة إلى المجد الذي صنعوه بكلمات شعراء مرحلتهم، لم يقنعوا المتلقي بما يقدمونه بصورة لافتة كما حدث معهم عندما ردد الوطن العربي أغنياتهم في كل مكان.