من بين الكثير الذي شهدته كواليس الفندق الذي جمع نجوما كثرا يوم تكريم إذاعة صوت الخليج ومديرها الفنان محمد المرزوقي في الدوحة، كان تواجد شاعر الأغنية الكويتي؛ مرهف الحس والمشاعر عبد اللطيف البناي الذي كان محل احتفاء خاص بدوره من قبل أبناء الأوساط الفنية والثقافية في المناسبة. وعبداللطيف البناي من الذين تزاملوا مع رحلة الإبداع الغنائي للصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر منذ «أنا رديت لعيونك، لا للرجوع، وداعية» كما أنه من أبرز الأسماء التي ساهمت في تقديم أسماء كبيرة وناجحة في الأغنية المحلية خليجيا فكانت أحلام وكان غيرها الكثير. مثل نبيل شعيل، نوال، عبدالمجيد عبدالله، الراحلة رباب وإبداعاته المتتالية مع الرويشد منذ (رحلتي)، وقبلها مع فرقة رباعي الكويت. • حدثنا عن بدر الذي يكرم؟ الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن قامة شعرية وفنية فارعة في أغنية المنطقة، وتكريم دولة قطر اليوم له لا يعني إلا تقدير هذا العطاء المثمر لبدر، الذي طالما امتعنا في حناجر طلال مداح ومحمد عبده إلى أن جاء تعامله في الثمانينات مع عبدالكريم عبدالقادر وعبدالرب إدريس منذ (آه يالجراح). • على ذكرك طلالا ومحمد عبده، ترى كيف تقيم تعاملاتك معهم كشاعر؟ رحم الله طلال مداح وأمد الله محمد عبده بعمر مديد، لقد تعاملت معهما كثيرا وأنا أفخر بتجارب جيدة معهما مثل (كلما دقيت في أرض وتد) مع طلال، و(هلا بالطيب الغالي) مع محمد عبده وكثير من الأعمال غيرها معهما وعبدالمجيد عبدالله. تماما كما هو الحال مع نوال ورباب رحمها الله والرويشد وشعيل. • مشاركتك في تكريم البدر وبقصيدة خاصة فيه كان أمرا مفاجئا، ودون ترتيب، هل تحكي لنا؟ الموضوع عادي جدا، تفاعلت مع الحدث والمناسبة التي تكرم صديق وزميل مشوار مع الكلمة الشعرية الغنائية، ثم إنه بدر بن عبدالمحسن يارجل! القصيدة جاءت بعنوان (يستاهل). • كما هو الحال مع بعض الفنانين، مطربين وملحنين الذين أعلنوا اعتزالهم الساحة الفنية حدث أن أعلنت قبل فترة اعتزالك الحياة الفنية؟ ترى هل يعتزل الشاعر؟ لا، الشاعر دائما هو نبض عشيرته ومجتمعه وعلى وجه الخصوص الشاعر الغنائي؛ كونه موجودا في الساحة وفي أفئدة الناس وفي الحياة الاجتماعية، فتجد أن ملامساته لجروح وشؤون وشجون الناس مثلما حدث في أغنية وداعية بصوت عبدالكريم عبدالقادر. المهم أنني أعلنت في فترة ما الاعتزال؛ في التعامل مع الشعر العاطفي والغرامي والاكتفاء بالوطنيات والوصفيات وأغنيات المناسبة التي لا مناص من التعامل معها وإلا ستكون ذلك الذي يبتعد عن محيط الأحبة والأصدقاء، كما حصل الآن في هذه المناسبة وأنا أترجم حبي للشاعر الأكثر روعة بدر بن عبدالمحسن في لوحة (يستاهل). في النهاية أستطيع القول إن ابتعادي في تلك الفترة التي أشرت أنت إليها (يناير 2009) لا أستطيع وصفها بالاعتزال. • هل نستطيع القول أنك بفقدانك توأمك الفني الملحن الراحل راشد الخضر فقدت محفزا وشريكا وملهما في الحياة الفنية، أو أن غيابك وعدم ظهورك بنفس كل ذلك الحضور الذي ملأت به المنطقة شعرا غنائيا كان بسبب غياب راشد الخضر؟ نعم، ولم لا؟ لقد فقدت توأما فنيا واجتماعيا برحيل راشد الخضر الذي كانت وفاته بعد مشوار المشي اليومي معا في فترة قبل الإفطار في رمضان في منطقتنا (مشرف) في 1998. عموما أقول رحم الله زميلنا العزيز الذي اشتركت وإياه في أعمال كبيرة لفن المنطقة والكويت تحديدا.