العمل الفني سواء أكان دراميا أو كوميديا هو عمل فني ورسالة يقدمها المؤلف والمخرج والممثلون على حد سواء، الهدف منها تقديم رؤية واضحة تناقش إحدى القضايا التي يبحث المجتمع عن حل لها، ولكن الملاحظ على المسلسلات الخليجية أنها موسمية بمعنى: لا تظهر المسلسلات والأعمال الدرامية أو الكوميدية إلا في شهر رمضان، ومعظم القضايا التي تعالجها الدراما الخليجية تكاد تنحصر في قضية واحدة هي الأوضاع التي تعيشها الأسرة الخليجية، فتظهر في غالبية المسلسلات وكأنها أسرة مفككة الأولاد ضائعون بين المخدرات والفشل الدراسي، والأب «سكير عربيد» لا يفيق من سكره حتى يعود إليه مرة أخرى، بالإضافة إلى تسلطه وتجبره على الزوجة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة، فينهال عليها ضربا مبرحا ما يؤدي إلى تعقد الأبناء، كما أن البنات ينحرفن إلى المخدرات والضياع والعلاقات المشبوهة، وتلك المسلسلات ترسخ في الأذهان أن الأسرة الخليجية أسرة مفككة منحرفة وتائهة، وهو أمر لا ينطبق على الواقع المعاش، صحيح أن هناك بنات وأولادا منحرفين وأسرا مشتتة، ولكنها لا تصل إلى حد الظاهرة كما تصورها المسلسلات الخليجية، فرجاء إلى كل المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين وهبهم الله موهبة التمثيل أو التأليف والإخراج.. لا ترسخوا في أذهان المشاهد العربي هذه الصورة السلبية حتى لا يزدري المجتمع الخليجي الذي يرفل بالنعيم، لكنه يعاني تمزقا وتفككا أسريا مريعا، ينبغي التنبه إلى هذه النقطة وهناك قضايا كثر يجب طرحها تهتم بالمجتمع الخليجي بعيدا عما يطرح من إسفاف.