واصلت الفنانة حياة الفهد خلال مسلسلها «ليلة عيد» الذي يعرض حاليا على عدد من القنوات الفضائية العزف على وتر القضايا الأسرية التي اتسمت بها خلال أربعة الأعوام الماضية وحققت نجاحات منقطعة النظير، وذلك إبتداء من مسلسل «الفرية» الذي شهد ولادة عدد من النجوم منهم الفنانة هند البلوشي، بعد ذلك قدمت مجموعة من الأعمال الدرامية التي سحبت البساط من بعض الأعمال الخليجية التي تعرض متزامنة معها مثل مسلسل «الخراز»، «الداية»، «أبلة نورة» وغيرها من المسلسلات، وقدمت حياة في هذا العام من خلال «ليلة عيد» قضية تدخل في حدود الجرأة المقننة التي لا تتجاوز الخطوط الحمراء ولا تقع في مطب الإسفاف والابتذال الذي أصاب أغلب المسلسلات التي تدخل في هذه المنطقة وعلى الرغم من حساسية القضية إلا أنها أرادت أن تقدم خطا دراميا مختلفا ومتزنا، حيث كانت طريقة تناولها للقضية مقبولة إلى حد بعيد من قبل المشاهدين والنقاد، فلم تتوسع في طرحها بشكل فج يدعو إلى التقزز والاشمئزاز ولكنها كانت تهدف الى إيصال الرسالة أو المعلومة بأسلوب راقٍ ينم عن حرفية الكاتب حمد بدر وكذلك المنتجة حياة الفهد التي ذكرت في أكثر من لقاء أنها تميل إلى طرح القضايا الأسرية أكثر من غيرها لأنها هي المحور الرئيس للمتابعة من قبل العوائل سواء كان ذلك في رمضان أم غيره، إضافة إلى أن التطرق إلى مثل هذه النوعية من المشكلات الأسرية تسهم بشكل أو بآخر في وجود حلول أو لتبصير رب الأسرة وكذلك الأم في شؤون الأولاد التي قد تخفى على الكثيرين وبالتالي فهي أمام رسالة تربوية سامية بعيدا عن الابتذال والتجريح لأي شخص في المجتمع الخليجي. واستطاع المؤلف حمد بدر إيجاد حبكة درامية مشوقة حيث لوحظ أنه في كل حلقة حدث تشويق لمتابعة الحلقة التي تليها، وهذا قلما نشاهده في عدد من الأعمال الخليجية التي يعتمد أكثرها على الحشو والتمطيط، وبهذا العمل أعطت الفنانة حياة الفهد درسا مجانيا لمن يناقشون القضايا الحساسة بطرق فيها من التمادي والمبالغة الشيء الكثير، وأكدت أن مناقشة القضايا أيا كانت لا بد أن تكون وسط مساحة محدودة من الأدب والالتزام وعدم خدش وجرح أذن وعين المشاهد، وقد وضح ذلك جليا في طرقها لقضية الشرف التي طرحتها في العمل ولم تنغمس في سفاسف الأمور، بل كانت جميع المشاهد في حدود المنطق والعقل وفهم المتابع، دون الخوض في التفاصيل الدقيقة للحدث، ويأتي خلف كل ذلك المخرج حسين إبل الذي رسم ملامح العمل الاجتماعي الخليجي الأبرز في شهر رمضان الكريم. أما الفنانة الشابة فرح وهي من قامت بدور «لولوه» في صغرها ومن ارتكبت غلطة الشرف فينتظرها مستقبل درامي كبير حيث أجادت بشكل كبير الدور إلى درجة أن المشاهد بات يتعاطف معها، ووفقت الفنانة في اختيارها للقيام بهذا الدور الجريء والصعب، كما استعانت حياة الفهد في مسلسل «ليلة عيد» بعدد من الفنانين من الكويت وباقي دول الخليج الأخرى منهم الفنان غانم الصالح الذي أصبح ملازما لنجاحات الفنانة حياة الفهد وكذلك الفنان أحمد الجسمي من الإمارات الذي قام بدور يمزج بين الكوميديا والجشع وحب التملك وكذلك الفنان قحطان القحطاني والفنانة شذا سبت من البحرين وليلى سلمان من السعودية، بالإضافة إلى الوجوه الشابةالجديدة التي دأبت حياة الفهد على منحهم الفرصة في الظهور خلال الشهر الفضيل. يذكر أن مسلسل «ليلة عيد» يعرض على عدد من القنوات الفضائية العربية منها قناة إم بي سي عند الساعة الثامنة مساء وهو من إنتاج شركة الفهد ومن إخراج حسين إبل .