على الرغم من فوزها بولاية رئاسية ثانية لا ترى رئيسة ليبيريا المنتخبة إيلين جونسون سيرليف سببا للاحتفال بهذه المناسبة. فبينما كانت تقف لالتقاط صورة لها في مكتب الرئاسة، أمس الأول، قبيل إعلان لجنة الانتخابات فوزها الكبير في الانتخابات قالت «ماذا يدعو للفرحة؟ هذا يعني أن أمامنا الكثير من العمل». ووضعت الرئيسة الحاصلة على جائزة نوبل للسلام والتي يشوب فوزها الكاسح أعمال عنف ومقاطعة المعارضة للانتخابات أهدافا جادة لولايتها الثانية. وأوضحت أنها ستبدأ بجهود مصالحة مع المعارضة الغاضبة وتنتهي بخفض الفقر بنسبة 50 % وتحقيق معدل نمو اقتصادي في خانة العشرات وتوفير وظائف بفضل الاستثمار الأجنبي في الموارد الطبيعية في ليبيريا. والمهمة ضخمة؛ إذ لا تزال ليبيريا تعاني منذ 14 عاما الحرب الأهلية على فترات متقطعة أودت بحياة نحو ربع مليون نسمة. ولا تصل الكهرباء أو المياه الجارية إلا للقليل من السكان، كما أن أكثر من نصف السكان يعيشون على أقل من 50 سنتا يوميا. ولكنها تضيف أن الأساس قائم. وقالت الرئيسة الفائزة بجائزة نوبل للسلام لهذا العام: «سيتحسن مستوى الرفاهية العام لمواطني ليبيريا وظروفهم المعيشية تحسنا كبيرا بحلول نهاية ولايتي الثانية والأخيرة»، وتابعت «نفذنا بالفعل كل ما يتطلبه إرساء الأساس اللازم وحان الوقت لإحراز نتائج وأنا واثقة من جني الثمار». وأصبحت جونسون سيرليف «72 عاما» أول امرأة تنتخب رئيسة في إفريقيا من خلال انتخابات حرة عقب فوزها في الانتخابات التي جرت في عام 2005 ولاقت إشادة دولية لصيانتها السلام وخفض عبء الدين الذي يثقل كاهل الدولة في ولايتها الأولى. ويقول منتقدوها إن وتيرة إعادة بناء البلاد بعد الحرب التي دارت رحاها في الفترة من 1989 إلى 2003 بطيئة جدا وأنها أهملت أفقر الفقراء في البلاد بما في ذلك آلاف من المقاتلين السابقين. وتصاعدت الانتقادات إثر القمع الأمني لاحتجاج للمعارضة عشية الاقتراع مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل. وشاب الاقتراع مقاطعة المعارضة نتيجة مزاعم تزوير في الجولة الأولى وربما يكون ذلك قد ساهم في انخفاض نسبة التصويت دون 40 % في الجولة الثانية. وقالت الرئيسة «أعتقد أنني رسخت مصداقيتي على مدار سنوات طويلة ما حدث قوض النصر الذي حققته البلاد.. الدعم الذي لقيته في الانتخابات يبين لي أني مازلت أحظى بمساندة شعبية ومازلت أنعم بثقة الشعب». وأضافت أنها ستسعى لتوفير فرص عمل جديدة على المدى القصير من خلال مشروعات المرافق العامة، كما تهدف لإتاحة وظائف على المدى الأطول من خلال دعم برامج التدريب المهني من أجل العمل في قطاعات التعدين والزراعة. وكان زعيما المعارضة في ليبيريا نستون توبمان وجورج ويا لاعب كرة القدم السابق قد رفضا فوز الرئيسة سيرليف التي توصف بالسيدة الحديدية، بجائرة نوبل للسلام وأكد أن منحها لها «تدخل مستفز» في الحياة السياسية بليبيريا. وقال توبمان أثناء تجمع حاشد لحزبه في العاصمة الليبيرية «إنها لا تستحقها. إنها داعية حرب. لقد نقلت الحرب إلى بلدنا وأفسدته». أما ويا فقال إنه لا يأبه بهذه الجائزة لأن سيرليف لا تستحقها. وقال أيضا «لقد فازت بها ولكن لا أعرف على ماذا» .