شرف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، مساء أمس، حفل العشاء الذي أقامه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز تكريما له بقصر أمير مكةالمكرمة بمحافظة جدة. وبدأ الحفل الخطابي المعد للمناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. عقب ذلك ألقى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالأمير نايف بن عبدالعزيز، قال فيها: «الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صاحب السمو الملكي: نايف الاسم والمكانة حافظ الأمن والأمانة صادق الوعد ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز، أصحاب السمو أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سيدي النايف: اختيار المليك وإجماع الناس.. قبل ثلاث سنوات افتتح هذا المجلس أخوك سلطان المجد وسيد المكارم سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله وها أنت اليوم تشرف المجلس وتتصدر القوم مكانه، فإذا غاب صقر فهنا صقر، وإذا غاب كوكب أشرق كوكب، وإذا غاب سلطان حضر نايف. سيدي النايف: اختيار المليك وإجماع الناس.. الناس بتوليكم مسؤولية العهد مستبشرون.. وبتحقيق تطلعاتهم واثقون.. لأنهم بحسن إدارتكم وحكمتكم يعلمون.. ولقد وهب الله البلاد ملكا.. صاحب طموحات ومبادرات ومكنها بأمن واستقرار وثبات.. وأنتم أهل الكتاب والسنة بعدلها تحكمون.. وبحكمها تلتزمون. سيدي النايف: اختيار المليك وإجماع الناس.. إن منطقتنا العربية، تعج بها الأحداث، وتتسارع المتغيرات.. وتحتاج إلى ساعد قوي مثلك، لقائد الإصلاح والتطوير قد وهبك الله مزايا عديدة، ومواهب كثيرة فأنت صاحب الثبات والشجاعة والإقدام فلن تتوانى في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وأنت صاحب الفراسة.. والكياسة.. ومعرفة الرجال.. فلن تختار من الرجال سوى القوي الأمين وأنت صاحب الخبرة.. والحكمة.. والسياسة فلن تراوغك الأيام بأحداث زمانها. سيدي النايف: اختيار المليك وإجماع الناس.. إنكم لتسابقون الزمن لوضع بلادكم في مكانها المستحق بين البلاد المتقدمة والمحبون يأملون.. والأعداء يتربصون.. والمحايدون يترقبون وفقكم الله وسيروا على بركة الله.. وعين الله ترعاكم ونحن على العهد والوفاء معكم سائرون والله يحفظكم سيدي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». عقب ذلك ألقى الأمير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية: «بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أصحاب السمو، أيها الأخوة الأعزاء: أشكر لسمو الأمير خالد الفيصل أن أتاح لنا هذه الفرصة لنلتقي في هذا المساء المبارك، أولا أقدم الشكر، أنتم وأنا، لله عز وجل ثم لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بعيد الأضحى المبارك وبنجاح حج هذا العام بكل مقاييس النجاح فهذا فضل من الله على هذه البلاد وهذه الدولة وهذه القيادة التي ائتمنها رب العزة والجلال على أطهر بقعتين على وجه الأرض وهنيئا لشعب المملكة العربية السعودية بهذا الافتخار من أجل أن من الله علينا منذ أن أسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، هذه الدولة ومن بعده من أبنائه الملوك حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. فلولا رضا الله عز وجل على هذه الدولة قيادة وشعبا لما ائتمنها على بيته وعلى مسجد رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام. إخواني: كلكم يعلم كيف كان الحج مشقة يواجهها كل مسلم والحمد لله بعد أن قاد هذه الأمة وجمع شملها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، تحقق للمسلمين الوصول إلى بيت الله وأداء هذه الفريضة آمنين مطمئنين وهذا فضل من الله، عز وجل، ومنة على هذه البلاد قيادة وشعبا. ومن الصعب على أي دولة، وهذا يشاهد الآن، في مناسبة تحدث في دول العالم كيف يستعدون لها وهي مناسبة واحدة ومحدودة، بينما مناسبة الحج فريضة سنوية يؤديها المسلمون من كل بقاع الأرض، ونحمد الله عز وجل على نجاح هذا الموسم وهذا أمر تقدم فيه التهنئة لكل مواطن سعودي وعلى رأسنا سيدي وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أهنئ منطقة مكةالمكرمة بأميرها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي عمل وسيعمل لما فيه مصلحة هذه المنطقة وفي مقدمتها مكةالمكرمة شرفها الله، لقد رأيتم القليل ولكنكم سترون الأكثر والكثير جدا في منطقة مكةالمكرمة وفي مكةالمكرمة بالذات وكلها بجهود الأمير خالد الفيصل التي أيدت من سيدي خادم الحرمين الشريفين واعتمدت وهي سائرة في التنفيذ. وخلال سنوات سنراها بشكلها اللائق بها.. لا شك أيها الأخوة الأعزاء أنني أتشرف باختيار سيدي خادم الحرمين الشريفين وهيئة البيعة لي ولي عهد للمملكة العربية السعودية خلفا لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، وما أصعبها من مهمة، فليس من السهل أبدا أن يحل أي إنسان في مكان سلطان، رحمه الله، أنا لست بحاجة أن أعرف به فكلكم تعرفونه.. نعم أنا أتيت لخير سلف ولكن المهمة كما قلت صعبة أن يأتي من يخلف سلطان يملأ مكان سلطان، ولكني إن أصبت في أمر فهذا فضل من الله عز وجل ولكن لسلطان لمسات واضحة فيما يوفقني الله في تحقيقه كان مدرسة لي في زمان طويل من الحياة فمن الصعب على من يخلف سلطان أن يكون مثله ولكنني سأسير على نهجه وأرجو من الله التوفيق وأرجو قبل كل شيء أن أكون عند حسن ظن ولي أمرنا سيدي خادم الحرمين الشريفين لأني ولي لعهده ثم أرجو أن أكون عند حسن ظن أسرتي بي وفوق ذلك عند حسن ظن شعب المملكة العربية السعودية الذي من علينا الله عز وجل أن نخدمه وكم أوصانا والدنا الملك عبدالعزيز بالصلاح أولا وبتقديم كل ما يمكن أن نستطيع تقديمه لشعبنا العزيز وإن كان شعب المملكة العربية السعودية يعتز بقيادته، فقيادة المملكة العربية السعودية الذي هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يفتخر بكم شعبا وهذا أمر يتحدث عنه الواقع ونحن نرى ما يحيط بنا في العالم أجمع ونحن ولله الحمد في رخاء واستقرار وأمن لا نخشى إلا أنفسنا والخطأ الذي نرتكبه بما لا يرضي الله فما دمنا نرضي رب العزة والجلال في كل أمر علمنا به، وعلمنا به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فنحن بخير، نحن بخير لأن كتاب الله وسنة نبيه هما دستورنا وهما نهجنا ولذلك من الله علينا بكل خير في هذه البلاد التي هي أصل العروبة ومنبع العروبة وأكبر من ذلك مهبط الوحي وحيث عاش نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون وانبثقت الرسالة الإسلامية والعروبة من هنا، ولذلك الفضل أكبر على قيادتنا منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز حتى الآن وسيظل دستورها كتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، لا دستور غيره، فكل أمة يرتضون دستورا ونحن تمسكنا بأفضل ما أنزل الله، كتاب كريم، ونبي كريم، وصحابته الكرام، تهنئتي لكم بعيد الأضحى المبارك وبنجاح حج هذا العام وشكري وتقديري واعتزازي بشعب أنا واحد منه، وأكرر الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حيث أتاح لنا هذا المساء المبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم غادر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.