ربما تنتابك الحيرة من أصحاب الأخبار المروعة، وأسرى النهايات، والموت، والعذاب، والظلم، والمؤامرات كأنهم محور العالم؛ لأن أهدافهم رمادية وغير واضحة لكن النتيجة واحدة «تكدير صفوك وقطع الطريق على متعتك وفرحتك». يمكنك ألا تستعجل الحكم عليهم وبتعبير أدق يمكنك تجاهل طاقتهم السلبية التي يوزعونها بالمجان هنا وهناك، ولا يهمنا السبب في كونهم يعشقون أجواء الحزن والخوف والريبة، فهو اختيارهم على كل حال، المهم أن يكون صداعهم لهم وحدهم وتبقى سليما من خرافاتهم. ذاك مدخل للرسائل المنتشرة عبر وسائل الاتصالات المختلفة عن جدوى الاحتفاء باليوم الوطني أو البحث عن تحريمه، والتركيز على جوانب التقصير، وتسفيه الفرح؛ لأن الوطن لم يمنحهم كل شيء؛ ولأنهم يريدون جنة تعطيهم ما يشتهون دون حراك.! إن الكمال لرب العباد وليس للبشر منه نصيب، والتركيز على جوانب النقص، وتحويرها إلى قضية مصيرية سلوك يمارسه عشاق جلد الذات، وسياطهم تصل لكل ما حولهم، في محاولة بائسة ليكون العذاب جماعيا، وينطبق عليهم قول كولون ولسون «الرجال الذين ليس لديهم ما يفعلونه، فإنهم يشغلون وقتهم في الصراع». ولنا أن نسألهم مباشرة ماذا قدمتم للوطن؟ غير التذمر وفرض فلسفة الفساد! أم أن الوطن عليه أن يقدم كل شيء وعليهم الأخذ دون حساب.! وسؤال آخر، عن أغلب الوافدين الذين أتوا لا يملكون من حطام الدنيا شيئا، كيف استطاعوا أن يوجدوا من العدم فرصا شتى، تحكي عنها الحوالات المالية لديارهم التي بلغت 40 مليارا خلال الأعوام الخمس الماضية.! الفقر اختيار، والفشل والجهل كذلك؛ لأن الإنسان يصنع فرصته ويبحث عنها، ولن تطرق بابه وهو مستلق على سريره. لذا أيها المتشائمون أبدا، دعوا لنا فرحتنا بذكرى توحيد مملكتنا، واكتفوا بحزنكم، والطموا وجوهكم وصدوركم إن شئتم، واستمتعوا بأوجاعكم، فاليوم الوطني له أبعاد ثقافية وتاريخية وعالمية ونفسية واجتماعية، يصعب على المحروم إدراكها. خارج النص: لا تحلم بتغيير الأمور لصالحك قبل أن تتغير أنت.