استمرت فعاليات صيف «جدة غير» حتى عطلة العيد، وكانت بحسب الأرقام والرصد الأميز محليا، كما أثبت تقرير حديث، أن فنادق جدة الأكثر إشغالا على مستوى الشرق الأوسط. إلا أن شباب المدينة الساحلية يسجلون استياءاتهم على طريقتهم الخاصة، لدرجة اضطرار بعضهم إلى سحب صفة «غير»، حتى يتم إنصافهم، على حد وصفهم. أحد الشباب ممن تحدثوا في تحقيق ل«شمس»، يعمل موظفا بالقطاع الخاص، أكد: «فشّلني صيف جدة أمام أبناء عمومتي، الذين جاؤوا من مناطقهم حتى أقوم بترفيههم وتمشيتهم على جدة ومشاهدة العروض والفعاليات المزعومة والاستمتاع بها. لكم أن تتصوروا أكثر من 20 يوما، لم نذهب إلى مكان أو مجمع إلا ونجد الأبواب موصدة في وجوهنا، رغم محاولاتي اليائسة مع الأمن والمنظمين للفعاليات بأن ندخل لنستمتع، إذن لا نجد منهم إلا عبارة «للعائلات فقط»، مؤكدا أنه اضطر لقضاء جولاته الترفيهية مع زواره في السيارة، وأضاف ساخرا: «حفظت خبايا جدة؛ لأنني متّرتها بسيارتي مع ضيوفي». تساءل أكثر من شاب قابلناه: هل جاء مهرجان جدة الصيفي، على عكس ما يشتهي شبابها، رغم صداه محليا وخليجيا وعربيا؟ وها هو أحدهم يؤكد تلك الحقيقة، ويستثني فقط فعاليات «أكشنها»، بينما يستنكر شاب ثان معرفة الفعاليات عبر الصحف فقط، دون معرفة شيء عنها على أرض الواقع. شاب ثالث اكتفى متحسرا: «نكتفي بالنظر إلى العائلات بخيبة أمل»، وأكد شاب قادم من الطائف، أنه لو اكتفى منظمو المهرجان بتقديم فعاليات غنائية، كما جرت العادة سنويا، «لما اشتكى الشباب، لكنهم أهملونا هذه المرة». مسؤول في شرطة جدة أكد ل«شمس»، أنهم استوقفوا عددا من الشباب؛ ل«قيامهم بسلوكيات غير مشروعة». إلا أنه في المقابل، هناك شكوى من العائلات والمسؤولين ضد الشباب، بخصوص تنامي ظاهرة المعاكسات والتحرُّشات صيفا من قبلهم، والتي يبررونها بالإكثار من منعهم. مسؤول في شرطة جدة أكد ل«شمس»، أنهم استوقفوا بعض الشباب؛ ل«قيامهم بأعمال غير مشروعة». لكن في الوقت نفسه، أكد شباب أنهم تحركوا بحرية في عدد من المواقع، للغياب الجزئي لرقابة هيئة الأمر بالمعروف، التي يحسبون لها ألف حساب.