مرة أخرى وقفت العوائل حجر عثرة أمام صيف الشباب، الأمر الذي أجهض مبكرا محاولات التعامل مع الفئة الأوسع في المجتمع. ومرة أخرى وجد كثير من الشباب أنفسهم معزولين عن الآخرين، وممنوعين من دخول المراكز التجارية فضلا عن الترفيهية، مما دعاهم إلى المطالبة بتخصيص فعاليات ولو في الثمامة، وتحمل ضربات الشمس صيفا على أن يلحقوا بأي نوع من الفعاليات. رفعت أماكن فعاليات صيف الرياض اللوحة المعتادة «للعائلات فقط»، ليجد الشباب أنفسهم في مواجهة حراس البوابات، الذين لا يتعاطف معظمهم مع الشباب؛ لأنهم «هواة مشكلات»، فيما العقوبة ستطال حارس الأمن في حالة تسيبه في إغلاق البوابات. وفيما ينفي بشدة أحد المسؤولين عن فعاليات صيف الرياض عبدالله الدوسري أن تختص الفعاليات بفئة دون أخرى، مشيرا إلى أنها تشمل جميع الفئات، اعترف أن بعض المراكز تمنع دخول الشباب: «ليس منا كجهة منظمة، بل بعض أصحاب المراكز التجارية يفضلون تجنب دخول الشباب للحفاظ على سمعة مراكزهم، ولضمان توافد الأسر». لكن شكر الشهري،24 عاما،اعتبر الحديث عن فعاليات للشباب مجرد فرقعة إعلامية لم ولن تتحقق: «أغلب الفعاليات في المراكز التجارية التي تمنع دخول الشباب، وليس لنا أي نصيب في ذلك الصيف، وإن لم تواجهنا مشكلة مع مسؤولي المراكز فقد تواجهنا مشكلة مع رجال الهيئة الذين ربما طاردونا لدخولنا دون عوائل». ويعتبر طارق الغرابي، 23 عاما، أن الحل الأمثل للشباب الذهاب بعيدا في الثمامة، والاستمتاع بحرارة الصيف: «لكن هناك أيضا لن نجد فعاليات صيفية، وإذا عدنا نسمع أن الفعاليات للجنسين، ولجميع الشرائح، وأعتقد أن للصيف حلاوة وطعما حينما تكون تحت أشعة الشمس لتبحث عن فعالية تقبل انضمامك ومشاركتك فيها كشاب، ومن المفترض أن تخصص فعاليات للشباب في الثمامة لزعمهم أننا نفعل المشكلات، وهناك سنتحمل حرارة الصيف ما دامت ضمن فعاليات صيف الرياض». فعاليات للعوائل ويعترض عبدالمجيد الدايل، 24 عاما، على عدم تسمية الفعاليات باسم العوائل: « من المفترض أن تكون فعاليات الصيف في الرياض تحت اسم فعاليات العوائل، ويكون الاسم هكذا في الإعلانات ليعلم شباب جدة عن معاناتنا في فعاليات العوائل، واستغرب حينما يشير أحد المسؤولين إلى أن الفعاليات لسكان الرياض للعوائل والشباب، إذ إننا تحت رحمة حارس أمن المراكز المقامة فيها الفعاليات، وفي الغالب يمنع دخولنا، حفاظا على وظيفته، ولعدم الإحراج». التجوال في الشوارع واعتبر عبدالرحمن العتيبي، 25 عاما، دور المسؤولين عن الفعاليات المقامة في الرياض ينقصه الكثير: «من الأحسن أن تقام فعاليات للشباب، وتشملنا، لأننا بحاجة إلى اهتمام ورعاية لقضاء الصيفية، وإذا رغبنا في السفر للخارج اتهمونا بالهروب من السياحة الداخلية، والتي للأسف لا تتوافر في أي مدن داخل السعودية، ومن المستحسن أن تكون الفعاليات في التجوال في الشوارع، إن لم تكن هناك جهة منظمة تحرص على الشباب». أمنية فاشلة ويعترف عبدالمجيد الهجرسي، 27 عاما، أن أمنيته التي سبقت انطلاقة المهرجان الصيفي، باتت فاشلة: «تمنيت أن تكون الصيفية مختلفة عما سلفها من صيفيات، والتي خصصت للعوائل، وأعتقد أن الصيفية وقت مستقطع في العام للراحة بالنسبة إلى الشباب، ولا بد أن يهتموا بنا، وأن يسمحوا لنا بحضور الفعاليات والاستمتاع بالصيفية لقضاء أجمل الأوقات». تخصيص أيام ويشير علي خالد، 22 عاما، إلى أن الفعاليات لا تهتم بالشباب، بل تجعل يومنا مشتتا مثل بقية العام الدراسي: «نتجول بين المقهى والاستراحة، ومن المفترض أن تكون هناك فعاليات للشباب، وتكون في مكان مخصص، أو في يوم محدد، بحيث يخصص يوم للنساء وآخر للرجال لنستمتع بالإجازة مثل بقية الشرائح». رأي نسوي وترى الطالبة الجامعية نوف الهاجري أن الفعاليات كلها تسوق وليس للترفيه أي حصة فيها: «لماذا لا تكون فعاليات الصيف كفعاليات العيد؛ عروض وسيرك وألعاب نارية يومية، أو أسبوعية على الأقل، فليس لنا إلا التسوق من وقت الظهيرة حتى منتصف الليل». بضائع قديمة وتشير زميلتها هناء المحمد إلى أنها لم تعجب بعد بفعاليات الصيف: «بصراحة لم تعجبني فكرة الفعاليات، وخصوصا التسوق لأنني ظننت أنها ستكون متغيرة عن بقية العام، فليس هناك إلا بضائع قديمة، ولم يحرص التجار على مواكبة الموضة والموديل من ملابس وميك أب، ولا جديد في نظري سوى إضافة مهرجين للأطفال». وترى هند القيعاوي أن فعاليات صيف جدة تهتم بالفتيات أكثر من صيف الرياض: «لم تتميز هذه الفعاليات من ناحية التنظيم والاهتمام بالشخص بالترفيه، ونيله كل ما هو جديد، وأعتقد أن فعاليات جدة تتفوق في هذا الأمر، بتوفير الأميز بالنسبة إلى الفتيات». مد التوقيت وتدعو حفصة.م إلى تركيز الفعاليات على التوقيت: «لأنني لم أستمتع بالتوقيت، ولم يكن هناك متسع من الوقت لقضاء الوقت في التسوق، وحضور كل ما هو جديد، وأتمنى تدارس فكرة الوقت بحيث تكون أطول، وأقترح نهايتها حتى الساعة الثانية صباحا»