نشأ الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد بن عبدالرحمن القاسم على حب العلم وطلبه، وكان له ما أراده بتوفيق من الله حين وجد نفسه قريبا من كبار المشايخ وأهل الدعوة والصحبة الذكية، فتلقى العلم من تلك المراجع والأعلام منذ صغره فنشأ متعلقا بالقرآن الكريم وعلومه وأصول الفقه والعقيدة. كانت نشأة الشيخ في مكةالمكرمة في بيت علم ودين فجده ووالده هما من جمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وفتاوى أئمة الدعوة النجدية، وقد بدأ في طلب العلم منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن ولازم عددا من أهل العلم منهم الشيخ عبدالله بن حميد، الشيخ عبدالعزيز بن باز، الشيخ صالح بن علي الناصر «رحمهم الله»، وغيرهم من رجال العلم الذين كانوا منارات الضياء ومراجع العلوم. ونظرا لنبوغه وتميزه فقد أجيز الشيخ في عدة قراءات من القراءات العشر، وقد قرأ على عدد من المشايخ منهم الشيخ أحمد الزيات «رحمه الله» والشيخ علي الحذيفي، والشيخ إبراهيم الأخضر، والشيخ محمد الطرهوني وغيرهم، وهو في القراءات من المجيدين الأفذاذ الذين فتح الله عليهم ووهبهم ملكات وقدرات فطرية تحسن نطق القرآن الكريم وتجود مخارجه. نجح الشيخ القاسم في مسيرته العلمية التي كان عنوانها التميز منذ تخرجه في كلية الشريعة بالرياض، ومواصلة دراساته العليا في المعهد العالي للقضاء، حيث حصل على درجة الماجستير، وكان أن تم تعيينه بعد ذلك ملازما قضائيا في الرياض، ثم عين قاضيا في منطقة تبوك في محكمة البدع. وجاء تمام تميزه بتعيينه إماما للمسجد النبوي في عام 1418ه ونقل إلى محكمة المدينة النبوية، وقد اتبع جهده العملي بالفكري فأنجز عددا من المؤلفات الشارحة للأصول الفقهية والعقدية منها الخطب المنبرية، تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، والمسبوك حاشية تحفة الملوك «في الفقه الحنفي» وغيرها، وهو مواظب على درسه في المسجد النبوي بعد صلاة العشاء في التوسعة الشرقية من المسجد، حيث يلتقي طلاب العلم ويفيض عليهم بما أفاض الله عليه وأكرمه به من العلم الغزير.