قارئ متقن وقاض متمكن وخطيب مفوه وفقيه وعالم، إذا قرأ القرآن لامس القلوب فخشعت لذكر الله، وإذا خطب في الناس أسر العقول وأثّر في النفوس وأنصت الجميع الكبير والصغير، رجل يمتاز بأخلاق عالية وتواضع جم وحرص على العلم وتبليغه ونفع الناس.. إنه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد بن عبدالرحمن القاسم إمام المسجد النبوي. ولد في العام 1388ه ، ونشأ في بيت علم ودين نشأة دينية وتعلق بكتاب الله وبدأ في طلب العلم صغيراً وحفظ القرآن منذ نعومة أظفاره ، ولم يكن هذا بالشيء الغريب على الشيخ ، فجده ووالده هما من جمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وفتاوى أئمة الدعوة النجدية.. وكان لهذه التربية الدينية السليمة أكبر الأثر على حياته ومستقبله ، فتربى على ملازمة أهل العلم والصلاح ودرس على يد كبار العلماء أخذ عنهم الكثير ولعل من أبرز أهل العلم الذين درس الشيخ الجليل على أيديهم: الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله، والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، والشيخ صالح بن علي الناصر رحمه الله، وغيرهم من الأساتذة وأهل العلم، وقد قرأ الشيخ عبدالمحسن القرآن بقراءات عدة وقرأ على العديد من المشايخ الذين أجازوه في هذه القراءات ومن أبرزهم الشيخ أحمد الزيات رحمه الله، الشيخ علي الحذيفي، الشيخ إبراهيم الأخضر، والشيخ محمد الطهروني وغيرهم من العلماء ورجال الدين من حفظة كتاب الله. وقد درس القاسم في كلية الشريعة بالرياض وتخرج منها في العام 1410ه ولكن شغفه بتحصيل العلم وحبه الشديد وتعلقه بكتاب الله دفعه إلى مواصلة تعليمه في المعهد العالي للقضاء إلى أن حصل على درجة الماجستير في العام 1413ه ثم عين بعد ذلك قاضياً في الرياض ثم قاضياً في منطقة تبوك في محكمة البدع كما تم تعيينه في العام 1418ه إماماً للمسجد النبوي وتم نقله للعمل بمحكمة المدينةالمنورة. وله العديد من الكتب والمؤلفات التي تعتبر مرجعا في الكثير من الأمور التي قد تختلط على البعض ولعل من أبرز هذه المؤلفات: الخطب المنبرية، تيسير الوصول إلى شرح ثلاثة الأصول ، المسبوك حاشية، وتحفة الملوك في الفقه الحنفي.