لم يكن الهجوم الذي شنه البعض على مدرب منتخب المملكة فرانك ريكارد بعد إعلان القائمة التي ستشارك في مباراتي عمان وأستراليا بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 مبررا خصوصا في مسألة استبعاد قائد الاتحاد محمد نور، لكون مثل ذلك القرار يعطي انطباعا بأن المدرب الهولندي يفكر في المستقبل بشكل واضح، والأكيد أن أكثر ما دار في ذهنه في هذا الجانب أن نور عند بدء منافسات كأس العالم سيكون في ال36 من عمره، ولن يستطيع تقديم نفس المستويات التي يقدمها حاليا. وعند النظر في قرار مدرب باستبعاد لاعب خبرة وجاهز لتقديم الفائدة المرجوة منه في هذه الفترة، نرى أن ريكارد يتحلى بالشجاعة ويعشق التحديات، لأنه لا يريد أن يخدع نفسه والجماهير أيضا بالاعتماد على لاعبين قادرين على تقديم الإضافة في الوقت الراهن، ولكن بعد ثلاثة أعوام ربما ينطفئ بريق نجوميتهم، ويكون الخاسر الأكبر حينها المنتخب الذي نتمنى صعوده مجددا إلى المونديال، ولكن بعيدا عن المستويات السيئة وتحطيم أرقام قياسية بعدد الأهداف التي تلج مرماه كما تعودنا منذ ثاني مشاركة. وبعيدا عن نور، وضع ريكارد حدا للنظرة الغريبة للمدرب السابق خوسيه بيسيرو عند اختيار اللاعبين، فلم نعد نشاهد مكانا للاعبين أمثال مشعل السعيد وسلطان النمري وعبدالملك الخيبري، الذين لا يملكون أي مواصفات للاعب الناجح وأكثر ما يجيدونه هو «العك الكروي» مع كامل الاحترام لهم. وبشكل عام يجب أن يكون تفاؤلنا بقدرة ريكارد على تطوير أداء المنتخب «حذرا» لكونه لم يحقق نجاحات باهرة سوى مع برشلونة الذي كان يضم في صفوفه في تلك الفترة رونالدينيو وقد كان في «عز مستواه»، بالإضافة إلى ديكو وبيول وميسي وتشافي، بيد أن ذلك الأمر لا ينبغي أن يكون سببا أيضا في عدم الإشادة بأهم قرار اتخذه ريكارد ربما منذ توليه مهمة تدريب المنتخب، فالتشكيلة التي استدعاها خصوصا بإعادة نايف هزازي ويحيى الشهري وعبدالعزيز الدوسري، بعثت في أنفس الجماهير المتعقلة الكثير من الاطمئنان، ولو أنه استعجل في إعادة ياسر القحطاني، وربما أن قلة المهاجمين في الوقت الراهن جعلته مضطرا على استدعائه أملا في أن يجد اللاعب نفسه مجددا، واعتبار استدعائه محفزا له لتقديم الأفضل.