ما إن بزغ فجر أول أيام رمضان، إلا وتعالت آمال 91 مسنة في المنطقة الشرقية، علها تصل أصواتهن التي بحت طويلا في انتظار أول ناد لكبيرات السن بالمنطقة الشرقية يجمعهن على أرض الواقع. ولم يكن الأمر مجرد حلم يصعب تحقيقه، لأنه يعد أحد المشاريع التي تتطلع جمعية ود للتكافل والتنمية الأسرية بالخبر إلى تحقيقه في الفترة المقبلة، بيد أن لغة المال تقف دون تحقيق هذا الحلم كأحد أول العوائق التي تواجه الجمعية، الأمر الذي يمنع المسنات من دخول بوابة ناد يمكن أن يبدد عنهن ظلمة كبر السن. وأبانت رئيسة العلاقات العامة والإعلام بالجمعية ابتسام الشيخ ل«شمس» أن فكرة إنشاء النادي التي انبثقت من الجمعية تعيش مرحلة التأسيس والبحث عن داعمين من رجال الأعمال بالمنطقة للبدء بالمشروع: «نبحث حاليا عن مكان مناسب لإقامة النادي، وهناك عدة مقترحات ما زالت تدار في الاجتماعات، علاوة على أن المادة تقف حتى الآن عائقا دون البدء بالتنفيذ». وأوضحت الشيخ أن الجمعية حصرت المسنات اللاتي يعشن ضمن الأسر التي ترعاها الجمعية كنواة أولى للفئة المستهدفة لهذا النادي ووصل العدد إلى سقف 91 مسنة تتراوح أعمارهن بين 62 و100 عام، لافتة إلى أن الهيئة التأسيسية لهذا المشروع تتضمن 11 عضوة من عضوات الجمعية، وتم وضع الأهداف العامة للنادي والأنشطة التي سوف تدار من خلاله: «نفكر بعد عيد الفطر في بدء جولات ميدانية لاستقراء آراء المسنات، ومعرفة أبرز الأنشطة التي يحتاجون إليها في النادي والتي لا بد من توفيرها كي يكون النادي جاذبا لهن». وأشارت إبتسام إلى أن هذا المشروع يتطلع إلى إيجاد مجتمع يؤمن بمقدرة المسن على الحراك الذاتي من خلال الطاقات الكامنة لديه، واستفادة الأجيال القادمة من خبراته علاوة على تعريف المجتمع باحتياجات المسن والتواصل معه وجدانيا ورد الجميل لمن كانوا سبب وجودنا. ولفتت إلى أهمية تحسين وضع المسنات النفسي من خلال إيجاد متنفس لهن لقضاء أوقات فراغهن في الأعمال المفيدة، وإيجاد مكان مريح ومجهز بكل الوسائل التي تحتاج إليها المسنات، وتسهيل سبل ممارستهن لهواياتهن حتى لا يشعرن بأن حياتهن توقفت عند بلوغهن سن معين، إضافة إلى إيجاد فرص للتعارف أو للقاء بالأصدقاء القدامى، وتبادل الذكريات الجميلة في جو تسوده الألفة والسعادة وتوفير فرص للشباب المتطوع لخدمة هذه الفئة من المجتمع علاوة على الاستفادة من خبرات المتقاعدين وتسخيرها لخدمة المسنات وملء وقت فراغهن بما يعود عليهن بالنفع، وإيجاد فرصة عمل في داخل المشروع من الأسر ذات الدخل المحدود، كما يسعى النادي إلى تمكين المسنات بحيث يصبحن قادرات على إعالة أنفسهن من خلال مساعدتهن في تسويق إنتاجهن. وبينت أن البرامج المقترحة لهذا النادي سوف تتناول دورات متنوعة كتأهيل الذات وعدد من الدورات النفسية والاجتماعية والدينية وغيرها علاوة على تنفيذ مسرحيات ترفيهية هادفة لإعطائهن الثقة بأنفسهن وأن حياتهن لن تتوقف عند بلوغهن هذه السن وتكون عبارة عن قصص لمسنات ناجحات من واقعهن: «هناك عمل لإدراج ورش عمل تسير على نسق معين يتسامى مع رغبات وقدرات المسنات كالتدريب على الخياطة وخلط العطور والبخور وتنسيق الزهور وغيرها من المجالات التي تستطيع المسنة الإبداع فيها، إلى جانب تخصيص حصص رياضة للمسنات سواء على الأجهزة أو رياضة اليوجا لصفاء الذهن وطريقة التنفس السليم، إضافة إلى عمل برنامج ترفيهي يتضمن رحلات وزيارات للأماكن الأثرية والمراكز الخاصة بالمسنين والمشاركة في المهرجانات والمعارض التي تقيمها الجمعية والمناسبات العالمية كيوم المسن العالمي وغيرها». وأكدت الشيخ على أهمية أن يتضمن العمل في هذا النادي على ترسيخ عدة قيم ودعائم أساسية تحفظ كرامة المسن وتقديره، واحترامه، مشيرة إلى أن تواجد المسن بين أسرته باعتباره البيئة الطبيعية الأفضل له، علاوة على أن التعامل مع الشيخوخة باعتبارها مرحلة عمل وليست حالة مرضية وبناء التوجه الإيجابي تجاه كبار السن بشكل عام: «النادي سوف يجمع بين مسنات ممن تراهن الجمعية وغيرهن من المسنات من شرائح المجتمع المختلفة لتحقيق هدف التعارف وتبادل الخبرات بين هذه الفئة التي عادة ما تشعر بالتهميش وفقدان دورها الرائد في فترة زمنية من العمر» .