ينتظر المشاهدون في شهر رمضان الكريم عددا من الأعمال الدرامية التي بات المشاهد العربي لا يرى الجديد إلا من خلال هذا الشهر الفضيل في آلية عمل غير مقبولة من المنتجين ومن الفنانين، ومن المفترض أن يشهد العام العديد من المسلسلات الدرامية الكوميدية أو التراجيدية، والملاحظ خلال العام أن القنوات الفضائية تشهد زخما كبيرا من البرامج الترفيهية أو برامج المسابقات وكذلك الفنية وتعتمد على إعادة بعض الأعمال الدرامية التي سبق أن عرضت في شهر رمضان، وهذا يدخل القنوات في رتابة التكرار. ومن الطبيعي أن يتولد لدى المشاهد الملل، ومن الطبيعي أن يبحث عن الجديد من القنوات الغربية الأخرى. وهذا أمر خطير جدا يجب على المسؤولين على القنوات الفضائية التنبه له تماما حتى تجذب أعين المشاهدين لها ولا تفرط في مكتسباتها. القنوات يجب أن تراعي أن المشاهد يبحث عن التميز والجديد فيما يقدم له من خلال الشاشة الصغيرة، ومراعاة كذلك أذواق المشاهدين وفئاتهم العمرية في الأعمال التي تقدم، وإذا ما حاولنا أن نعمل دورة كاملة على القنوات الفضائية العربية لوجدنا أنها تكاد تخلو من مخاطبة بعض الفئات في المجتمع وخصوصا الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة فهم فئة غالية على الجميع يجب أن يكون لهم حضور قوي من خلال الأعمال أو البرامج وإشعارهم بأهميتهم في المجتمع، وأنهم يعاملون حالهم كحال غيرهم من فئات المجتمع الأخرى، وعدم إهمالهم بهذه الطريقة غير المقبولة. ماهي إلا أيام ويطل علينا شهر رمضان الكريم فهل ستكرر هذه القنوات أخطاءها أم أننا سنشاهد أعمالا مختلفة تحاكي الواقع وجميع الفئات في المجتمع، ولكن لا يوجد أي بوادر للتغيير خصوصا بعد عرض إعلانات القنوات لعدد من أعمالها والذي يراها المشاهد فيعتقد أنه يشاهد عملا قديما للممثلين أنفسهم. إضافة إلى أن المسلسلات لن تذهب بعيدا بأفكارها وسنشاهد الكثير من الأفكار تتكرر في عدد من الأعمال وخصوصا الخليجية والتي باتت أشبه بالأفلام الهندية وأصبح المشاهد يعرف النهاية من الحلقة الأولى، ولهذا لا يرهق عينه وفكره في متابعة عمل معروفة نهايته. مي العبدالعزيز. الرياض