لمس المشاهد من الخريطة البرامجية لشهر رمضان المبارك ظهور عدد من المسلسلات والبرامج التمثيلية الخفيفة التي جاءت مجددا بأجزاء جديدة مواصلة لمشوار طويل مستمر أو نجاح آخذ برز أخيرا ويجب السعي لاستمراره طالما حقق حضوره لدى المشاهد، وهناك أمثلة كثيرة على الأجزاء المتوالية سنويا، منها: (طاش ماطاش) و(باب الحارة) و(بيني وبينك) و(غشمشم) و(الدالي) و(راجل وست ستات). وإذا قرأنا هذه الأعمال فإننا نستطيع حصرها بين أعمال ذات طابع كوميدي يتصف بالنقد الاجتماعي الخفيف، وبين أعمال ذات خطوط تشويقية مرتبطة بتاريخ أو شخصية يمكن أن تنعكس على أفراد مجتمع في المجتمع. «عكاظ الأسبوعية» تحدثت إلى عدد من الفنانين حول محور الأجزاء المتوالية من الأعمال الدرامية والخفيفة على شاشة الفضائيات، ومدى جدوى هذه الأجزاء. بداية تحدث الفنان راشد الشمراني، فأشار إلى أن الأعمال الدرامية والكوميدية ذات الأجزاء إذا لم تكن مدروسة من حيث الأفكار والقضايا فإنها تصيب المشاهد بملل ملموس، وهو ما يشعر به الفنان أيضا. ويضيف الشمراني بقوله: من هنا فإن الفكرة الجديدة والبحث عنها وتقديمها هي مهمة صعبة للقائمين على العمل، ويشير الشمراني أحد أبطال مسلسل «بيني وبينك» قائلا: إنه من هذا المنطلق فإن مسلسل «بيني وبينك» الذي أشارك فيه لن يزيد عن ستة أجزاء، بعد أن يكون قد استنفذ القضايا التي يمكن طرحها، حتى لا يدور في فلك أفكار سبق أن قدمها. ويرى الفنان حسن عسيري أنه لا يمكن القول إن مسألة الأجزاء تكون ذات فائدة وجدوى لأي عمل، فهذا الطرح قد يكون منصفا أمام بعض الأعمال المملة وظالما تجاه أعمال ناجحة وتستحق أن تكون في أجزاء متعددة. ويضيف العسيري بقوله: إن بعض الأعمال تظهر بشكل جديد ومغاير في كل جزء، ومن هذا الخط المغاير تستطيع حصد النجاح وكسب المشاهد المتابع لتفاصيلها وهنا يكون من الضروري أن تظهر مجددا وتستمر. ويشير حسن عسيري إلى أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية في أوروبا استمرت لقرابة 25 عاما، وأمام هذا الحشد الفضائي من القنوات نجد حاجة مستمرة لوجود أجزاء تتعدد بطرح جيد ومضمون يرقى لذائقة المشاهد. وينوه حسن عسيري إلى أن الجميع يطمح في تكرار نجاحاته، ولكن يجب أن يكون هناك عنصر مهم يتوفر لمثل هذا التعدد في الأجزاء، ويتمثل في الابتعاد عن التكرار الذي يذهب بالمشاهد على واقع ممل. «عكاظ الأسبوعية» تحدثت أيضا لعدد من المشاهدين حول مسألة الأجزاء، فيقول سلطان علي العتيبي: المشاهد يلمس حالة الضعف في عدد من المسلسلات التي تحمل فكرة الأجزاء، فمسلسل «باب الحارة» لم يكن الجزء الأخير الذي قدم في العام الماضي بالمستوى الجيد الذي ظهر به الجزء الأول، فكان ضعيفا في مستوى الفكرة والمضمون، وشعرت بأنه حالة اجترار لما سبق أن قدم، لم أشعر بطعم الجزء الأول، لذا فإنه من غير منطقي أن يكون هذا الاستمرار وأيضا بغياب شخصيات مهمة مثل الفنان سامر المصري، لذا نتساءل عن جدوى الاستمرار. ويرى عبدالله خالد المطري أن على القائمين على مثل هذه المسلسلات أن يستفيدوا من الأعمال التي سقطت بسب التكرار، ومنها مسلسل (ليالي الحلمية) الذي ضعفت قيمته الفنية بمجرد تمطيط الأجزاء مما أدى لظهور الأجزاء الأخيرة بحالة ضعف، فلماذا ننتظر أن يكون المسلسل ضعيفا ونوقفه. فيما يتناول صالح عبد الله الجيزاني هذا المحور بقوله: إن المسألة زائدة عند المعقول والمقبول، ف(طاش ماطاش) يعود هذا العام بعد الفشل الذي وقع فيه (عيال قرية)، و(بيني وبينك) يمضي في الجزء الثالث، إلى أين يسير هؤلاء؟، ألم تنتهي القضايا الاجتماعية التي قدمت؟ لكل برنامج ومسلسل عمر افتراضي لا يمكن أن يتجاوز العامين، ولكن لدينا تستمر لسلسلة لا تنتهي. ويضيف بقوله: نتمنى أن تكون هناك أعمال جيدة وأفكار جديدة عبر مسلسلات جديدة تشد المشاهد، أما أن نشاهد نفس الحركات ونفس المفردات ونفس الأزيا، أعتقد أن المسألة لا تطاق.