ما أن انتهى شهر رمضان وأعماله الدرامية المكثفة التي تنافست الفضائيات عبرها على كسب أكبر شريحة من المشاهدين، سواء عبر البرامج الخفيفة الكوميدية أو المسابقات أو المسلسلات الدرامية، كل نافس بطريقته على هذا الهدف، فيما ظل المشاهد حائرا ماذا يتابع؟ وأي الأعمال يستحق المتابعة دون غيره؟، وماهو الذي سيسعى لمشاهدته بعد شهر رمضان؟ كل هذه الأسئلة ظلت في أذهان الكثيرين من المشاهدين وسط هذا الحشد من الأعمال المكثفة التي تجاوزت 100 مسلسل و50 برنامجا جديدا. هناك فئات من المشاهدين ركزت مشاهداتها على البرامج الخفيفة مثل (طاش ماطاش) و(وبيني وبينك) والفكرة الجديدة (أم الحالة) و(خواطر شاب)، ووضعوا الأعمال الدرامية جانبا. فئة أخرى فضلت أن تابعت المسلسلات ذات الأجزاء، وفي مقدمتها (باب الحارة)، وأصيبت بخيبة أمل من المستوى الهزيل له من بدايته حتى نهايته، مع متابعة لبعض البرامج الخفيفة. أخرى ركزت اهتمامها على برامج المسابقات وفضلتها عن غيرها من الأعمال المعروضة، فيما اتجه كثير من المشاهدين لمتابعة الدراما المنتشرة عبر كل الفضائيات، سواء السعودية أوالخليجية أوالسورية أوالمصرية، إلا أن خيبة الأمل تطفح لدى العديد من المشاهدين من حالة التكرار وتنقل الأعمال بين الشاشات بعد رمضان، فالمسلسلات التي عرضتها هذه المحطة في رمضان انتقلت للمحطة الأخرى، والأعمال التي في الأخرى انتقلت لها، فيما يستمر زخم برامج المسابقات بعد رمضان، دون النظر أن لهذه النوعية من البرامج عمرا زمنيا يجعل من استمرارها خلق حالة من الملل لدى المشاهد. ولعل هذه الأزمة بين المشاهد والفضائيات هي مسألة الإنتاج الموسمي الذي يتركز في شهر واحد طوال العام، وترك الأشهر المتبقية بين يدي التكرار وتنقل الأعمال التي تسمى ب «المتوفر» بين الفضائيات، فيما تأتي الأعمال المدبلجة المقبلة من تركيا ودول أخرى ليكون لها السيطرة على طوال الأشهر، وليضاف إليها حالة الملل الأخرى المتمثلة بأفلام قديمة منتجة منذ أكثر من 5 10 سنوات، مع نسيان أن لدى المشاهد خيارات أخرى تتمثل في أفلام «الديفيدي» التي تجعلها يتابع الجديد في عالم السينما. ومن هنا يجب على القائمين على هذه الفضائيات مراعاة مسألة الانتقاء والنظر إلى عمق اهتمامات المشاهد، والبعد عن التسطح والتكرار، والمساهمة في إنتاج الأعمال مع الشركات المنتجة طوال العام بدلا من الاعتماد على مايقدم لها ويمنح للجميع بدون خصوصية.