لم يحدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية حتى الآن موعدا للانتخابات الرئاسية المرتقبة، ولكنه أكد أنها ستنظم بعد الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر المقبل. وتقدم عدة مرشحين لهذا المنصب أبرزهم المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الحائز جائزة نوبل للسلام الدكتور محمد البرادعي، الذي تصدر قائمة المرشحين للرئاسة في آخر استطلاعات الرأي. وأكد البرادعي سعيه لأن يكون «وكيلا للشعب المصري وخادما له ليتمكن من الانتقال بمصر إلى مستقبل جديد من الحرية والعدالة الاجتماعية». وحول إمكانية تكرار ما حدث عام 1952 عندما وعد مجلس قيادة الثورة بتسليم السلطة للمدنيين ولكنه لم يفعل، نفى البرادعي تكرار حدوث ذلك. تصدر البرادعي «68 عاما» قائمة المرشحين للرئاسة في استطلاع حديث للرأي وحصل على نسبة 25 % من أصوات نحو 267 ألف شخص مشارك. وحل خلفه المفكر الإسلامي محمد سليم العوا «17 %» ثم المعارض أيمن نور «13 %». وظهر البرادعي على شاشة التليفزيون المصري الرسمي، منتصف يونيو الماضي، للمرة الأولى منذ إعلان معارضته للرئيس السابق حسني مبارك في حلقة بعنوان «خارطة طريق لنهضة مصر» بعد أن تراجع التليفزيون عن منعه من الظهور على شاشاته. وكتب البرادعي، على حسابه الشخصي في موقع الرسائل القصيرة «تويتر» قائلا: «شكرا للشباب الذين أوصلوا رسالة قوية للتليفزيون الرسمي الممول من الشعب بأن هناك ثورة قامت وأن حرية التعبير باتت مكفولة للجميع» مؤكدا أن الجيش لا يمتلك رغبة في البقاء بالسلطة أكثر من المدة المحددة له. ويرى البرادعي أن الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة لا ينبغي أن تجرى إلا بعد إعداد دستور ديمقراطي حقيقي في البلاد، خلافا لما هو مقرر في مصر حتى الآن. وهو يفضل نموذج الدستور الألماني الذي يتضمن جميع الحقوق الأساسية. وأضاف «إعداد دستور مثل هذا في مصر يحظى بكامل ترحيبي، حتى يكون الجميع سعداء ولا يشعرون بالقلق من أن الدولة ستسير في هذا الاتجاه أو ذاك». وأوضح البرادعي أن ما حدث في مصر يعتبر معجزة وأنه كان متأكدا من أنه سيحدث تغيير، لكنه لم يكن يتصور أن يأتي بهذه السرعة والحماس الهائل. ورفض الرد عندما سألت الإعلامية منى الشاذلي في أحد البرامج الفضائية عن الكيفية التي سيتعامل بها مع الصورة النمطية التي روجها الإعلام الحكومي حيث هناك كثيرون يعيشون مع فكرة أنه ليس مصريا وأنه عميل وغير ذلك وقال: «إنني غير معني بذلك.. الشباب الذين تعاونت معهم هم الذين يحاولون تغيير الصورة النمطية.. مختلقو هذه الأكاذيب في السجن الآن». وأضاف «أنا في النهاية ليس هدفي الرئاسة ولكن هدفي أن أبني مصر.. عايز أبقى رئيس جمهورية لأبني بلدي.. المهم الدور وليس المنصب». وتحدث البرادعي عن أحداث 28 يناير عندما كان في ميدان الجيزة وتعرض للضرب بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع حتى عندما دخل المسجد هناك للاحتماء به. وبدا التأثر على البرادعي عند روايته لهذا الحدث «يمكن لو تسألي مراتي أو ابنتي دمعتي قريبة جدا.. وأنا بكيت مرتين في حياتي.. لما سمعت أني كسبت جائزة نوبل ولما سمعت عمر سليمان قال إن حسني مبارك استقال». وحول دور زوجته عايدة في حياته ودورها في حالة انتخابه لمنصب الرئيس قال البرادعي: «إنني فخور بعايدة وسعيد بعايدة وحا أقول دائما عايدة.. دي عشرة 30 سنة. وحفيدتي اسمها عايدة ووالدتي اسمها عايدة». وأضاف «إذا تم انتخابي فسيكون دورها في الأعمال الخيرية وليس لها علاقة إطلاقا بالعمل السياسي وأفضل أن تكون زوجة رئيس الجمهورية وليست السيدة الأولى» .