• فجأة خرج خبر صغير عن فنانة سعودية تدعى ريمونا تصرح فيه بأنها اعتزلت الفن هربا من ذئاب الفن، وأنها ترفض بيع جسدها من أجل الشهرة، وذكرت الأستاذة ريمونا أن الوسط الفني غير عادل ولا يعتمد على الموهبة بل على العري والخلاعة وأشياء أخرى. إن الأستاذة ريمونا لا تتوقف.. إنها تقاوم كل أعداء النجاح والتنمية في المعمورة وتستمر لتقول إنها سوف تعتزل الفن لكنها لن تتحجب، وإنها تفكر في إنشاء مصنع كبير للعباءات النسائية في السعودية بتصاميم جديدة، وسوف تجلب الأقمشة من مصر بعد أن خسرت أموالها في الأغاني – لا أنصح بسماعها او مشاهدتها مطلقا - التي صورتها على حسابها، الحقيقة أن الخبر مستفز ولعل القارئ لا يعرف أن الفنانة خرجت عام 2008 ثم 2009 ثم هذا الأسبوع بنفس الخبر وبذات الصورة المثيرة، موقف ريمونا من الفن يشابه موقف سعيد العويران في الرياضة، وموقف المنشد حين يتحول إلى الغناء طبلة بعد طبلة، وموقف الداعية المتشدد الذي يذوب ويغدو بلا موقف بل بابتسامة كبيرة ومشلح نفيس بعد أن زرع رؤوس جيل كامل بأفكاره المتطرفة أيام التسلق، وموقف المثقف المصاب بهاجس «أنا مُحارب». ريمونا الليمونا ذكرتني بعبارة بديعة للفنانة المرحومة أمينة رزق «من قال إن الفن معصية، ولا بد من التوبة عنه؟ هذا خداع». • أحيانا اللغة تدعم مشاكلنا الاجتماعية، في كل مرة أنسى عمدا أو سهوا كلمة «بعض» يخرج أحدهم ليذكرني بالكليشة الشهيرة «أنت تعمم يا سيد، قل بعض وليس الكل»، ماذا يعني قولنا إن بعض السعوديين لا يربطون حزام الأمان مثلا؟ بعض الأطباء هم سبب الأخطاء الطبية، بعض المسؤولين فاسدون، بعض كلمة منطقية لا تحل المشكلة حين ترد كلمة بعض في جملة فهذا يعني أن الرسالة لن تصل إلى الفئة أو الأشياء التي نقصدها، كلمة بعض وسيلة جديدة للهروب من المسؤولية والحقيقة، «كل» أفيد وأبلغ لو كانوا يعلمون.