يختتم اليوم ملتقى ربوة الرياض الذي عاش موسمه الرابع بعد ثلاثة مواسم ناجحة بحسب تصريح المنظمين حيث زار الملتقى خلال الأعوام الثلاثة أكثر من مليون زائر، وتمت خلالها أكثر من 2000 فعالية منوعة ولكافة الشرائح والمهتمين. وتقدم فعاليات الملتقى التوعية والتوجيه المناسبين للجميع، ويعد ثاني الفعاليات التي تنظم في مدينة الرياض، حيث نظم بالتزامن مع فعاليات صيف أرامكو، مما يشكل خيارين مثاليين للأسرة، ويتميز كلا الملتقيين بمميزات تجعل من وجودهما حالة إيجابية، ورغم حرارة الطقس وحالة الغبار التي تعتري العاصمة الرياض، إلا أن الملتقيات لم تخل من الزوار، وإن كان بحسب متابعين قلت نسبة رواد هذه الملتقيات، إما بدافع الملل، أو عدم مناسبة فعالياتها التي تتكرر كل عام، ولقي ملتقى ربوة الرياض انتقادا واسعا خاصة في اختياره لضيوفه الرئيسيين؛ حيث خلا من نجوم جماهيرية تحظى بشعبية طاغية، واعتذار المفتي عن الحضور مما نشأ عنه تأثير بالغ على حجم الحضور. أكد مدير ملتقى ربوة الرياض الشيخ خالد بن علي أبا الخيل أن «الدورة الرابعة من الملتقى شهدت تنفيذ مئات الفعاليات في الجوانب الدعوية والتوعوية إلى جانب البرامج الثقافية والمنافسات الرياضية والعروض المسرحية والأمسيات الشعرية والدورات التدريبية التي تلبي احتياجات كافة فئات المجتمع من الرجال والنساء والأطفال، والجديد هذا العام إقامة قرية للشباب، تضم مقهى ثقافيا، ومسرحا بما يتناسب مع اهتمامنا بهذه الفئة وسعينا الجاد لتلبية احتياجاتها واستيعاب طاقتها، كذلك زيادة عدد الدورات التدريبية للرجال والنساء إلى أكثر من 30 دورة تدريبية، كما تم لأول مرة هذا العام الاستعانة بعدد من المترجمين المتخصصين في لغة الإشارة – لترجمة فعاليات الملتقى الدعوية والثقافية للصم والبكم، إضافة إلى الكثير من المفاجآت السارة التي قدمناها لزوار ربوة الرياض وحول زوار الملتقى والذي شهد حضورا ضعيفا في أغلب فتراته». وأوضح أبا الخيل أنهم كانوا يأملون أن يتجاوز عدد الزوار هذا العام أكثر من نصف مليون زائر «لا أذيع سرا عندما أقول إن بعض الفعاليات لم يستطع كثير من الزوار حضورها لشدة الزحام ولا سيما المحاضرات التوعوية لعدد من العلماء والدعاة»، مضيفا أن الملتقى شارك فيه أكثر من 450 شخصا، الجزء الأكبر منهم من المتطوعين الذين تم توزيعهم على عدد من اللجان المختصة – لمتابعة الأنشطة، وتوفير كل ما يلزم لراحة الزوار والمشاركين، ولتصبح زيارة الملتقى نزهة سعيدة ومفيدة لكل أفراد العائلة. تنوع الفعاليات وكان ملتقى ربوة الرياض قد حظي بزيارات لعدد من المسؤولين من أبرزهم رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد والذي عبر عن سعادته بما شاهده من فعاليات وأنشطة بملتقى ربوة الرياض، والذي ينظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة، مبديا إعجابه بالتنوع الكبير في الفعاليات ما بين التوعية والترفيه والأنشطة الرياضية التي تستقطب الشباب. وقال الدكتور ابن حميد «سرني هذا الإقبال الكبير على الاستفادة من هذه الفعاليات المتنوعة والتي تستهدف الشباب والشابات والرجال والنساء والأطفال». وأضاف أن «وصول الملتقى للسنة الرابعة، يؤكد حرص واهتمام الجهات الحكومية على دعم المهرجانات الصيفية في جميع مناطق المملكة، وليس المناطق السياحية فقط، وأحسب أن الرياض بمثل هذه المهرجانات والملتقيات، أصبحت منطقة جذب سياحي قادرة على تلبيه احتياجات سكانها والقادمين إليها من وسائل الترفيه المباح». بدائل سياحية آمنة وأثنى الشيخ الدكتور ابن حميد على أهداف ملتقى ربوة الرياض في توفير بدائل سياحية لأبناء المملكة تغنيهم عن فكرة السفر للخارج، مؤكدا أن ذلك يعكس وعي القائمين على الملتقى والجهات الحكومية والأهلية والخيرية الداعمة له، بضرورة توفير احتياجات أبناء الوطن، واصفا ذلك بأنه نقلة جديدة في وعي المجتمع. واستبعد ابن حميد فكرة تصنيف الملتقى، كنشاط دعوي أو توعوي أو سياحي «لم يرد في ذهني فكرة تصنيف مثل هذا الحدث، لكنني سألت القائمين على الملتقى عما إذا كانت هناك آلية لقياس جودة الفعاليات ومدى رضا الناس عنها، وهل تلبي احتياجاتهم، وسعدت كثيرا عندما عرفت أن هناك استبيانات للحضور للتعرف على آرائهم وانطباعاتهم ومدى استفادتهم من فعاليات الملتقى، وهذا من وجهة نظري ضروري للوصول إلى مؤشرات دالة لتعزيز الجوانب الإيجابية وعلاج القصور والسلبيات خلال الأعوام المقبلة بمشيئة الله تعالى». مشروع لتدريب المتطوعين شهد الملتقى هذا العام الانطلاق التجريبي لمشروع «تطوع» والذي ينفذه وقف سعد وعبدالعزيز الموسى للاستفادة من العمل التطوعي لخدمة المجتمع، ودعم قدرة المؤسسات التطوعية والخيرية على استقطاب أفضل الكوادر والإدارة المثلى للمتطوعين، وتحقيق التعاون بين قيادات الجهات التطوعية تمهيدا لإعداد دليل شامل لمؤسسات العمل التطوعي في مختلف المجالات.. وتزينت فعاليات إطلاق المشروع مع أنشطة الخيمة التطوعية بالملتقى في تقديم عروض تثقيفية عن أهمية العمل التطوعي ومجالاته ومعرض للصور عن أبرز الأعمال التطوعية في المملكة، إضافة إلى أجنحة متعددة لعدد من الجهات الخيرية. وأوضح القائمون على مشروع «تطوع» أن الهدف منه، إتاحة الفرصة للراغبين في العمل التطوعي للتعرف على الجهات الخيرية التطوعية وسبل الاتصال بها، وذلك من خلال قاعدة بيانات متكاملة لكل مؤسسات العمل التطوعي ومجال عملها، بما يتيح للمؤسسات التطوعية والمتطوعين والراغبين في التطوع الاستفادة من تقنيات البحث المتقدم من خلال موقع المشروع على الإنترنت في التواصل فيما بينهما، إضافة إلى تنفيذ البرامج التدريبية للعاملين في الجهات التطوعية وتعزيز إسهاماتهم في نشر ثقافة العمل التطوعي وتعظيم مخرجاته لتحقيق التكافل الاجتماعي وخدمة المجتمع. للطفل نصيب الأسد وقدم خلال الملتقى عدد من الفعاليات الممتعة والتي كان للطفل نصيب الأسد؛ حيث شهدت خيمة الأشبال المقامة ضمن فعاليات ملتقى الربوة بالرياض عددا من الأنشطة التربوية والسلوكية والمسرحية المهمة، وتوزعت الأنشطة على أكثر من فترة وتم خلال الفترة الأولى، والتي تبدأ عادة من بعد صلاة المغرب وبها عدة برامج، منها برنامج أنامل الصغار وهو عبارة عن صور تحمل مفاهيم توعوية وسلوكية يلونها الأشبال، ويتم تقديم الجوائز لأفضل الأعمال. أما برنامج تعليم وتحسين الخط العربي فيتم من خلال مدرب متخصص يدرب الأشبال على رسم الحروف بشكل معين فوق الأسطر أو تحتها، ومن خلال الخط يتم توصيل رسالة للأشبال بواسطة كتابة بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والعبارات التوعوية. وخلال الفترة الثانية والتي تبدأ بعد صلاة العشاء تم تقديم بعض الفقرات المسرحية التي تقدمها فرقة الأنس الترفيهية، وهي عبارة عن مشاهد قصيرة لبعض المواقف الحياتية بغرض إدخال الفرح والبهجة في نفوس الأشبال وتوصيل رسالة من خلال العمل والمرح والترفيه .