عندما نفتش في اهتمامات شبابنا اليوم سنجد بونا شاسعا في مستواها وتفاوتها ومع كل هذا لا يمكن لوم شبابنا فيما يتعلق باهتماماته وضحالتها فهم لم يجدوا الموجه الحقيقي لكي يستعينوا به من أجل تطوير ذواتهم وإكسابها الفكر النير والثقافة اللازمة وهم بالتأكيد يفتقدون لهذا الموجه نحو معالي الأمور وأرقاها. وحتى لا أبعد النجعة فشبابنا بطبيعة الحال لا يختلفون كثيرا عن أقرانهم في بقية أرجاء الوطن العربي الكبير في هذا لكن نحن نبحث عن الاقتراب للمثالية ولو بشكل ضئيل وهو ما ينشده الجميع بلا شك. واللوم كل اللوم على عاتق أبناء التربية والتعليم الذين لم يعطوهم الاهتمام الذي ينشده الشباب وحتى لو كان دون أدنى مستوى بالإمكان قياسه ولعل موسم الصيف الآن يؤكد ذلك ومع أن الدورات الشرعية للشباب المتدين يمكن اعتبارها وسيلة نحو الرقي بهم دينيا وكذلك المخيمات الشبابية إلا أن فئات أخرى من الشباب لا تجد أي منشط يفرغون فيه طاقاتهم واستغلالها إيجابا ما يجعل من فرضية استخدامهم للوقت في جانب سلبي أمرا شديد الاحتمال وبظني أن المجتمع بأكمله عليه دور تثقيفي واجتماعي تجاه الشباب كما أن المؤسسة الحكومية يجب أن تولي هذا الجانب اهتماما أكبر حتى لا يصبح الشباب فريسة للفراغ القاتل أو متجها نحو استثمار سلبي ليس عليه فحسب بل على المجتمع بأكمله ولعل استخدام بعض من المدارس لإقامة أندية صيفية يتيح المجال لاستثمار مدارس أخرى لإقامة أندية تعنى بالجوانب الاجتماعية وليس بالضرورة أن تكون دينية وتركز على استثمار طاقة الشباب ويشرف على ناد شخصية من محيط الحي كأن يكون داعية أو معلما مشهودا له بالخير ويتولى بالتنسيق مع الجهة ذات العلاقة بتقديم برامج تقترب من الشباب أكثر وأكثر. إن الاستثمار في الإنسان هو أمر بالغ الأهمية ولعل الدور اليوم يقع على عاتق الجميع فشبابنا يستحق منا وقفة حقيقية من جميع الأطياف والأشكال والمستويات.