يقضي أبناؤنا الطلاب وغالبيتهم من الشباب هذه الأيام الإجازة الصيفية والذين يجدون من أوقات الفراغ الطويلة ما يتسبب بخروجهم عن النص أحيانا بأمور لا أعتقد أنها خافية على الجميع، برغم الجهود المبذولة من قطاعات الدولة لاحتوائهم وتوفير الأجواء المناسبة التي يقضون بها أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، إلا أن الملاحظ هو غياب دور الأندية الرياضية بالمساهمة في خدمة المجتمع بما يتلاءم مع دورها الحيوي الذي من أجله أقيمت هذه المقرات العملاقة، التي عندما تم التخطيط لإنشائها لم يكن الهدف منها التركيز على لعبة واحدة فقط تذهب بكل الاهتمام، بينما الألعاب الأخرى ويضاف لها بقية النواحي الثقافية والاجتماعية لا تجد نفس الاهتمام الذي تتمتع به كرة القدم، فالدولة عندما بذلت الأموال الطائلة من أجل إنشاء المقرات الرياضية كان الهدف الأساسي الذي خطط له إبراز دور هذه الأندية وتحقيق رسالتها السامية نحو الوطن وشبابه، ولهذا تم إعداد التصاميم الهندسية للمقرات بحيث تكون أشبه ما تكون بقرية أولمبية مصغرة، تجتمع تحت مظلتها كافة متطلبات الشباب الرياضية والاجتماعية والثقافية، إلا أن الملاحظ على غالبية الأندية السعودية إهمالها لكل ذلك، فكان الاهتمام والتركيز منصبا على لعبة كرة القدم دون سواها حتى خيل للمتابع أن دور الأندية لدينا مقتصر عليها دون الالتفات الحقيقي والجاد للنواحي الاجتماعية والثقافية التي تزين شعار كل ناد في وطننا، والتي غيب المسئولون عنها دور الأندية بالاهتمام بهذه الأنشطة بحجج واهية، مع العلم أنه في حال التركيز عليها ومنحها جانبا من الاهتمام وتزويدها بالإمكانيات اللازمة مع الإعداد الجيد لإيجاد برامج مناسبة ومحددة وخطط هادفة ترمي إلى الرقي باهتمامات الشباب المتنوعة وإبداعاتهم المختلفة لكانت من العوامل المساعدة التي تستحوذ على تفكيرهم وتسهم بخلق بيئة ومناخ ملائم لقضاء أوقاتهم بما يناسبهم، ليتمكنوا من استثمار طاقاتهم ومخزونهم من المعرفة والهواية تحت أيدي نخبة منتقاة من أبناء الوطن في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، فلو تم ذلك فلن يكون واقع شبابنا على ما هم عليه اليوم في ظل عزوف الأندية عن القيام بأدوارها الهامة نحوهم. فأعتقد أن الوقت قد حان للعمل على الاستثمار الأمثل لمقرات الأندية لكي تتغذى عقول شبابنا بالمفيد من الهوايات المقرونة بالتوجيه السليم لكي يخرج لنا مجتمع نواته الأساسية مشبعة بحب العمل والبحث في المجالين الاجتماعي والثقافي لتصب محصلتها الإيجابية أولا وأخيرا في خانة المجتمع وتركيبته، بعد أن أخذت كرة القدم نصيب الأسد من اهتمامات مسئولي الأندية في بلادنا.