السياحة في بلدنا تشهد حراكا لافتا للانتباه في ظل دعم ونشاط ملحوظ من الهيئة العامة للسياحة والآثار في وطن غني بكل شيء، أولا بالمواطن ثم بمناطقه الغنية والجميلة المتنوعة وجوها الساحر الذي يستقطب السياح لتنوع فصوله وانتهاء بالثراء الهائل في المناطق السياحية الدينية والعلاجية والبيئية والمناطق الأثرية، إلا أننا وللأسف نفتقر إلى سياحة شبابية تشبع رغبات الشباب. فالسياحة لدينا تعتمد في المقام الأول على مفهوم السياحة العائلية، حيث يعتبر وقت الإجازات للشاب مملا لا يخرج عن جلسات خاصة أو «اللف والدوران في الشوارع» أو البقاء عند التلفزيون والإنترنت أو أن تتلقفهم المقاهي !!!. لا توجد برامج سياحية بالمعنى الحقيقي تشبع رغبات الشاب، وإن وجدت فهي للعوائل. لا شك أن هناك معاناة كبيرة للشباب الذين بدورهم يعوضونها بالسفر إلى الخارج وما يترتب على ذلك من مساوئ كثيرة، منها تعود شبابنا على مناظر غير مألوفة لديهم وصرف الكثير من الأموال خارج البلاد، ولعل الأرقام والحقائق تؤكد ذلك، ومن ذلك الدراسة التي تقول إن معدل إنفاق السعوديين على السياحة بلغ خلال عام واحد ما يقارب مليار ريال، فإذا نجحت السياحة الداخلية في جذب فئة الشباب تحديدا والعوائل بشكل عام فإنها ستوفر الكثير من الأموال التي تنفق خارج البلاد. متى يفكر رجال الأعمال في استثمار الطاقات لدى الشباب وتوفير وسائل الراحة والاستجمام لهم من خلال المشاريع الترفيهية الخاصة بهم لرسم مستقبل أفضل لسياحتنا تأخذ في اعتبارها كافة التطورات، وهي أيضا تهيئ للمستثمر مستقبلا أفضل في صناعة السياحة، فالمستثمر يجب أن يهتم بهذه الفئة ولا يغفلها. عندما نأتي إلى الأماكن التي تخصص لشبابنا نجدها تفتقر إلى الكثير من الخدمات الضرورية والبرامج الهادفة والجاذبة في نفس الوقت والتي تساعد الشباب على قضاء وقت فراغهم والاستفادة منهم. إن السياحة مطلب اجتماعي لغالبية فئات المجتمع مع اختلاف مستوياتهم لحاجتهم إلى التغيير والتجديد ونتيجة للضغوط الاجتماعية أصبحت الحاجة ماسة للاستمتاع بأوقات الإجازات بعيدا عن الشد النفسي وضغط العمل. وتأثير السياحة الإيجابي يظهر بوضوح على الشباب، فمتى نرى سياحة شبابية مكتملة الكيفية والزمن والتطور تسهم في اكتمال منظومة السياحة الداخلية ؟. محمد الأحمري