سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس أعلى للشباب والاستخدام الأمثل لوسائل التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي استطلاع عكاظ في مطلع العام الهجري الجديد يوصي بمنح المزيد من الثقة لصناعة المستقبل
ما هي تطلعات وأماني الشباب في مطلع العام الهجري الجديد الذي يصادف اليوم الخميس ؟ وفي المقابل ما هي تطلعات المجتمع (رجال أعمال وأكاديميين وتربويين ومهتمين بقضايا الشباب) منهم ؟ «عكاظ» أجرت استطلاعا موسعا في أوساط مجموعة من الشباب وتلك الشرائح مجتمعة للتعرف على هذه الأمنيات والتطلعات وخرجت بحصيلة الآراء التالية: تمويل المنشآت الصغيرة يؤكد الشيخ صالح التركي في تطلعاته للعام الهجري الجديد قناعته الكاملة بالشباب وضرورة تمويل منشآتهم الصغيرة، ويرى أن التمويل الذي كان يمثل عقبة كبيرة أمام الراغبين منهم في الانطلاق بمشاريعهم لم يعد يمثل أي مشكلة الآن لأن الدولة وفرت التمويل من خلال بنك التسليف فضلا عن أن هناك مجموعة من رجال الأعمال في جدة برئاسة الشيخ صالح كامل أنشأت وقفا وشركة (فرص) لدعم هذه المنشآت، وأي شاب يتقدم لهذا الوقف بمشروع يتم دراسته ومن ثم تمويله، وعليه لم يعد التمويل يمثل مشكلة أمام الشباب الراغبين في العمل الحر. أيضا هناك برنامج (قدوة) المنبثق من لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية والذي تقوم فكرته على أن يتبنى كل رجل أعمال عددا من الشباب فيما يتعلق بتوجيههم ودراسة مشاكلهم وتزويدهم بالخبرة، وهو برنامج ناجح جدا والدليل حرص الشباب وحضورهم، لافتا إلى الاهتمام المتزايد من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بشباب الأعمال والمبادرين الجدد ودعمهم وتشجيعهم. تقوى الله ويلخص الشيخ أحمد حسن فتيحي تطلعاته للعام الهجري الجديد على شاكلة نصحية للشباب بقوله: «من أراد الدنيا فليتق الله .. ومن أراد الآخرة فليتق الله .. ومن أرادهما معا فليتق الله». دعم وتشجيع أما الدكتور صالح الكريم الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز فيتطلع إلى أن يحافظ شبابنا على معطيات وثوابت دينه في التعامل مع الآخرين وأن يكون أكثر استيعابا للمفاهيم الوطنية للمرحلة التي نعيشها والمحافظة على المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية من بر للوالدين وغيرها، كذلك الحرص والاهتمام بالمشاركة الفعالة وأن يكون إيجابيا ومتزنا في المشاركة والتعامل مع معطيات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي وعدم استخدامها بشكل سيء أو سلبي. ويرى أن الشباب بحاجة للدعم والتشجيع ولا بد من أن نحفزهم ونشحذ هممهم ونوفر لهم البيئة الصالحة لإطلاق طاقاتهم، ولا بد من أن نهيء لهم فرصة المشاركة في مختلف النشاطات ومنحهم الفرصة لإبراز مواهبهم وقدراتهم وجوانب تميزهم واستيعابهم بشتى الطرق، لافتا إلى أن ضرورة الاهتمام أضاف المسرح والأنشطة اللاصفية والرياضة المدرسية بالنسبة للطالبات، داعيا المجتمع ومؤسساته إلى تهيئة مختلف الأوعية لتفريغ طاقات الشباب وإبراز الموهوبين والمتميزين منهم بنين وبنات، وإشراكهم في الحوار ومنحهم الفرصة للمشاركة في مختلف الفعاليات وإنشاء اتحادات ومجالس استشارية للطلاب والطالبات في المدارس والجامعات للتعبير عن تطلعاتهم وطموحاتهم ومجالات خدمتهم لمجتمعهم ووطنهم، متطلعا إلى اقتراب المسؤولين والمفكرين والمثقفين بجميع مستوياتهم أكثر من الشباب والتحاور معهم ومد جسور العلاقة فيما بينهم. طاقات بلا حدود ولفت الدكتور صالح الكريم إلى أن هناك تجارب شبابية سعودية حية في قوة الإرادة والعزيمة نحو النجاح والتفوق كالشاب عمار هيثم بوقس الذي لم تمنعه إعاقته الكاملة من السير في طريق النجاح حتى تفوق بإرادته القوية على كثير من زملائه الذين يملكون كافة قدراتهم الجسمية والحركية ومن الممكن التعرف عليه من خلال (فيلم عمار) عن طريق اليوتيوب، ولا أشك أيضا أن عندنا أكثر من عمار بفضل استعداد الشباب وقوة إرادتهم وعزيمتهم، فالشباب طاقة لا حدود لها. هيئة للشباب من جانبه، يؤكد الدكتور سعيد المالكي المشرف على كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال على أهمية المنهجية العلمية التي تربط بين احتياجات وتطلعات الشباب ونظرة أو توقعات المجتمع منهم، مما يوفر لنا الوضوح في الرؤية، فحاجات وتطلعات الشباب اليوم تختلف عن حاجات وتطلعات الشباب بالأمس، متطلعا إلى أن تكون هناك وزارة أو هيئة عليا أو مجلس أعلى للشباب يهتم بشؤونهم من جميع الجوانب والقيام بالدراسات ووضع الاستراتيجيات والتنسيق مع الجهات المختلفة ذات العلاقة من حيث تنمية واستثمار قدراتهم وطاقاتهم ورسم السياسات الخاصة بهم. الطاقات الكامنة ويرى ناصر مهنا اليحيوي التربوي والمشرف على مدارس عبدالرحمن فقيه في مكةالمكرمة أن الشباب يتطلع إلى أن ينال ثقة من حوله وأن يعد إعدادا جيدا بما يتناسب مع ميوله ورغباته وإمكاناته وأن تستثمر طاقاته وتقدر وتثمن وأن ينال الناجح منهم كل تقدير واحترام وأن يحظى المقصر بالتوجيه والإرشاد والرعاية وأن لا يكبح جماحه ولا تكسر مجاديفه وأن لا تسطح أفكاره وأن ينظر لهم كرجال ليثبتوا أنهم أهلا للثقة وأن لا يستهان بهم ولا بأفكارهم وتطلعاتهم وأن يكون أهلا للمسؤولية وللثقة التي علينا أن نمنحهم إياها، نريد منه أن يفجر طاقاته لعلو وطنه والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة وأن يحافظ على مكتسبات هذا الوطن وأن يتسامى بفكره ويرتقي ويبتعد عن السقوط مهما كان نوع هذا السقوط، نريد منه أن يثبت لنا أنه عند حسن ظن أسرته ومجتمعه ووطنه وأن يحقق الأمجاد في كل مجال وكما يقال (تعيسة تلك الشعوب التي ليس فيها أبطال ومبدعون)، وقبل كل شيء نريده متمسكا بدينه وعقيدته وأن يتقي الله في السراء والضراء وفي كل أموره. استثمار التقنية وشدد عبدالله باحطاب مدير الأندية الطلابية في جامعة الملك عبدالعزيز على تعامل الشباب مع وسائل الاتصال الحديثة والتي تشكل من وجهة نظره قفزة كبيرة ومؤثرة، وقال: «أتطلع إلى أن يستفيد الشباب من هذه الوسائل والمشاركة فيها بشكل إيجابي وتقديم مجتمعنا بشكل حضاري، ذلك أن الشباب السعودي من خلال تعاملي وقربي منهم مبدعون ولديهم مواهب رائعة يمكن اسثمارها في جوانب مفيدة وهامة ستنعكس بالتأكيد عليهم وعلى المجتمع بشكل عام، ويصبح لهم دور فاعل في عملية التغير الاجتماعي والثقافي الأمثل». مواجهة التحديات ويطالب إبراهيم السمحان خبير رأس المال البشري ومؤسس عيادات المنظومة المجتمع بإعطاء الشباب الفرصة والثقة الكافية لإثبات ذاته وقدراته وبالذات في القطاع الخاص كجزء من مسؤوليته الاجتماعية في الاستثمار في العنصر البشري الوطني ومن جانب الشباب لا بد أن يكون قادرا ومستعدا لمواجهة التحديات والاعتماد على النفس وأن يؤمن بأن جدارته هي التي توصله إلى تحقيق أهدافه والعمل عليها، ويجب ألا نتعاطف مع الشباب ضد مصالحهم أو لضررهم. الثقة أولا ويتطلع نسيم الرفاعي أحد شباب الأعمال إلى تغيير نظرة المجتمع للشباب إلى الإيجابية وتوفير آلية لمساعدتهم على تأسيس مشاريع تنموية حضارية للمجتمع، كذلك يتطلع إلى تأمين منزل العمر بأقساط ميسرة للشباب لكي يكمل نصف دينه وتكوين أسرة. دور القطاع الخاص ويقول محمد شرف أحد الشباب الذين استطاعوا أن يشقوا طريقهم بتوفيق الله إلى أن أصبح مدير مبيعات مجموعة فنادق، الشباب يستطيع أن يقدم الكثير للوطن متى ما توفر الدعم المعنوي والمالي، فعلى مستوى الطلاب مثلا يمكن أن يكون لهم برامج توظيف وتأهيل لاستيعابهم في سوق العمل بعد تخرجهم، كما أن توطين الوظائف أو الأعمال يحتاج في رأيه إلى شعور حقيقي من القطاع الخاص والشركات بمسؤوليته الوطنية تجاه أبناء الوطن، والدولة بذلت الكثير في هذا الصدد ويبقى على القطاع الخاص أن يشارك بفعالية وقوة، والمطلوب من أصحاب الشركات والمسؤولين فيها إعطاء الفرصة للشباب ومنحهم الثقة التي تمكنهم من الإبداع وتقدم لهم التشجيع والتحفيز، وهناك الكثير من الشركات التي جربت ذلك ووجدت استثمارها في الشباب جيدا. المحافظة على المكتسبات ومن منظور بندر سامي عرب مدير إدارة الصناديق الوقفية والتلفزيون في الغرفة التجارية الصناعية بجدة فإن لدى الشباب بطبيعة الحال طاقة يجب أن تستثمر وتوجه التوجيه الصحيح لصالحهم ولصالح مجتمعهم ووطنهم فمثلا عندما حدثت سيول جدة، رأينا كيف كان الشباب مبادرين ومتطوعين بوقتهم وجهدهم وهم يفرغون طاقتهم في جانب إيجابي لخدمة مجتمعهم وما تبع ذلك من خطوات تتعلق باللجان التطوعية. أما المجتمع فيحتاج من الشباب أن يكونوا محبين لوطنهم ومجتمعهم والتكاتف مع الناس والبعد عن السلبية والمحافظة على موارد ومكتسبات الوطن. اكتشاف الذات ويتحدث فهد المطوع عن جانب مهم لكسب الشباب ثقة المجتمع، وقال: «يتوجب على الشباب الحرص على اكتشاف الذات ورسم هدف واضح له، ففي ظل وجود ووضوح الأهداف فإن الإنسان سيسعى لتحقيقها بشتى الوسائل، كما يتوجب عليهم الاقتناع بضرورة التغيير فالبعض يعتقدون أن إمكاناتهم محدودة ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره ولكن بجلسة مصارحة مع النفس يمكن للشخص أن يكتشف عيوبه أو ما ينقصه، ومتى ما اكتشف الإنسان ما ينقصه استطاع أن يعوضه ويطور من نفسه وينمي قدراته وبالتالي سوف يسعى إلى التغيير للوصول إلى حالة أفضل، وأخيرا يأتي مبدأ الشعور بالمسؤولية، وهناك كثير من الشباب سواء في مراحل الدراسة أو ميدان العمل استشعروا المسؤولية الملقاة على عواتقهم ومدى ثقة أسرهم والمجتمع بهم جسدوا نماذج رائعة جدا وتفتحت أمامهم آفاقا لا حدود لها، ولا شك أن الحصول على وظيفة والتميز في مجال العمل من أهم المسؤوليات الجسيمة التي تدفع الشخص إلى محاولة التغلب على كل معوقاته». ويقول عماد شاذلي من المهم أن يعرف المجتمع وقطاع الأعمال ماذا يريد الشباب، كذلك لا بد أن يغير الشاب نمط تفكيره ليواكب التطورات التي يشهدها العالم، فالتقدم في الدول لا ينتظر أحدا إذا ما أردنا اللحاق بركب التطور العالمي ومنافسة الدول المتقدمة. وأضاف: «في الوقت الذي تعقد فيه مؤتمرات اقتصادية وأخرى لتوظيف الشباب فإن الحاجة ماسة لتنظيم مؤتمرات بين أصحاب الأعمال والمنشآت الاقتصادية والشباب وتبادل الرؤى والمقترحات بين الجانبين». كسب الثقة بالعمل ويؤكد سعيد الغامدي أن ديننا الإسلامي هو دين التزام وجدية وقيم في جميع الأمور الدينية والدنيوية، وهذا الالتزام يحفزه على إثبات الوجود في الأعمال الموكلة إليه، إضافة إلى أن دعم الدولة الموجه للشباب وهذه عوامل تحفز وتدفع الشباب للعمل على تغيير المفهوم السائد والصورة الذهنية السلبية التي ترسخت في مرحلة معينة وكسب ثقة المجتمع والقطاع الخاص. من جهته، قال محمد القحطاني: «إن الثقة تؤخذ ولا تعطى ويجب على الشباب أن يكونوا حريصين على اكتساب ثقة المجتمع فيهم من خلال العمل الناجح وتحمل المسؤولية ولا يوجد دافع لهذا أكبر من حب الوطن ورفعة شأنه»، وأكد على مدى قوة حماس الشباب للقيام بأدوار فاعلة وحقيقية لرفعة وطنهم والمساهمة في نمائه ونهضته وهو الذي قدم لهم الشيء الكثير . عام الإبداع والتحدي ويقول سديري العقيلي المتخصص في برامج المسؤولية الاجتماعية: «إن التطلعات إلى الشباب وقيادتهم للمستقبل ووضعهم في مراكزهم التي يستحقونها مرهون بعد توفيق الله بالجهود التي يبذلونها لبناء مستقبلهم ورسم صورته، وعلينا جميعا مؤسسات حكومية وقطاع خاص ومجتمع أن نوفر لهم البيئة المناسبة الخصبة ومنصة الانطلاق التي تمكنهم من بلوغ أهدافهم، علينا أن ندعمهم بالخبرة والتجربة دون وصاية أو تقييد». ويضيف: «أرجو أن يكون العام الهجري الجديد عام تحد وإبداع وتفوق لشبابنا على كل المستويات». ويتمنى ياسر التويم أحد شباب الأعمال أن يكون العام الهجري الجديد عام خير وبركة على الأمة الإسلامية وأن نرى إخواننا في سورية في أحسن حال، كما نأمل أن يتوج العام الجديد بمشاريع كبرى لشباب الأعمال.