تستعد العاصمة المصرية القاهرة لمظاهرة مليونية بميدان التحرير، اليوم، أطلق عليها عدة مسميات أبرزها «جمعة الإصرار- الفقراء أولا»، «جمعة التطهير والأمن» و«الثورة أولا» دعت إلى المشاركة فيها اللجنة التنسيقية لجماهير ثورة 25 يناير، في وقت تزايدت فيه مخاوف من تفجر أعمال عنف خلال تلك الاحتجاجات، دفعت وزارة الصحة إلى إعلان حالة الطوارئ. وأكدت جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أبرز القوى السياسية الموجودة حاليا في مصر وأكثرها تنظيما، في قرار مفاجئ مشاركتها في المظاهرة للتعجيل بمحاكمة رموز النظام السابق والمتورطين في قتل المحتجين أثناء الثورة. وقالت الجماعة في بيان إنها عدلت عن مقاطعة المظاهرة بعدما تخلى الداعون إليها عن مطلب وضع دستور قبل الانتخابات التشريعية. وكانت الجماعة رأت في الشعار الذي رفع في البدء «الدستور أولا» محاولة للالتفاف على إرادة الشعب عقب إقرار التعديلات الدستورية في استفتاء شعبي، مارس الماضي. ومن الحجج الأخرى التي عللت بها الجماعة عدولها عن المقاطعة «اقتناع أغلب القوى السياسية بإجراء الانتخابات التشريعية أولا، إضافة للمظالم التي يعانيها أهالي الشهداء والتباطؤ الشديد في محاكمة المتورطين في القتل والفساد». وأشار البيان ضمن هذا الإطار إلى ما سماه «تدليلا» للرئيس المخلوع حسني مبارك وأسرته وإطلاق سراح بعض ضباط الشرطة المتهمين بالقتل. ودعا مجلس الوزراء المصري في بيان القوى السياسية المشاركة بالمظاهرة الجماهيرية المرتقبة إلى المحافظة على النهج السلمي والحضاري الذي أرسته ثورة 25 يناير. وحث المجلس على التحسب لمحاولة بعض القوى المناهضة للثورة «خلق حالة من الفوضى والاضطراب للإساءة للجماهير بالميدان ولمصر وثورتها». وحذر من أن «الوطن بات مستهدفا من قوى خارجية متربصة لإفشال تجربته وإبعاد الثورة عن تحقيق أهدافها». ومع ذلك، أكد المجلس تأييده وحمايته لحق التظاهر السلمي، وأشار إلى وقوفه مع المطالب المشروعة للقوى الوطنية وتحقيقها بكل الوسائل الممكنة وحرصه على استمرار الحوار معها. كما تعهدت الحكومة بالاستمرار في اقتلاع جذور الفساد، وتطهير كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها استجابة لمطالب الشعب ووضع منظومة أمنية قوية حامية للثورة. من جانب آخر، أصدر وزير الصحة أشرف حاتم تعليماته برفع درجة الاستعداد القصوى بأقسام الطوارئ والإسعاف بجميع المحافظات، تحسبا لوقوع حالات إصابة قد تنتج عن التظاهرات أو الاعتصامات والتجمعات. وكشفت مصادر أن الوزارة أعدت خطة طبية لتأمين المشاركين في المظاهرة تتضمن تمركز 40 سيارة إسعاف وثلاث سيارات عيادة جراحة متنقلة بالمنطقة المحيطة بالميدان، كما تم تجهيز 40 سيارة إسعاف أخرى احتياطيا، تتمركز قرب الميدان للاستعانة بها عند الحاجة. وذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية، أمس، أن وزارة الداخلية تعتزم إجراء أكبر حركة تنقلات لضباط الشرطة تتضمن إقصاء الضباط المدانين في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، يناير الماضي. ويبدو أن الإعلان عن حركة التنقلات يهدف إلى تهدئة غضب شعبي بسبب أساليب العنف المفرط التي تتبعها الشرطة وذلك قبل تظاهرات اليوم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني قوله إنه سيتم إقصاء كل الضباط المدانين في الأحداث وتحديدا الجمعة 28 يناير المصطلح على تسميتها ب«جمعة الغضب».