تنطلق اليوم مظاهرات جمعة «القصاص»في جميع الميادين العامة في مصر تحت شعار «تصحيح مسار الثورة «وبمشاركة جماعة الإخوان المسلمين التي قاطعت عدة مظاهرات سابقة بسبب الخلاف حول شعار تلك المظاهرات خاصة شعار الدستور أولاً وهو ما ترفضه جماعة الإخوان وتراه تراجعاً عن نتائج الاستفتاء،ويشارك الإخوان اليوم تحت شعار» الثورة أولا ويختلف اسم المليونية غداً حسب الجهات المشاركة فيها بين « مليونية التطهير والأمل» و « جمعة القصاص للشهداء» وجمعة « الإصرار على التغيير» وزاد إعلان الإخوان بالمشاركة في مظاهرات اليوم من زخم هذه المظاهرات بسبب قدرة الإخوان فى الحشد وتحريك الشارع مما يدفع بالتوقعات بأن تكسر مظاهرات اليوم حاجز» المليون « والذي عجزت كل المظاهرات التي قاطعها الإخوان من الوصول إليه على مدار الشهور الثلاث الماضية . ويسود الشارع المصري مخاوف من حدوث موقعة جديدة مثلما حدث في الثلاثاء الدامي والتي شهدت تصادماً دموياً بين الأمن والمتظاهرين وهى الصدامات التي أعقبت حل المجالس المحلية التي كان الحزب الوطني»المنحل» يسيطر على 95% من أعضائها. ودعت «اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة» جموع المصريين للمشاركة بقوة في مليونية «جمعة التطهير والأمن»وناشدت اللجنة «ائتلافات وجموع الثورة» التوحد في ميدان التحرير، ونبذ الخلافات حول أية شعارات سياسية والتأكيد على مطالب الثورة وعلى رأسها المحاكمة العادلة والمنجزة للنظام السابق،وطالبت المجلس العسكري بأن يكون شريكا في الثورة وحاميا لها كما كان في البداية . كما دعت اللجنة رئيس الحكومة المصرية الدكتور عصام شرف بتطهير الحكومة من وزراء وعناصر النظام السابق،وإبعاد المحافظين وقيادات وزارة الداخلية المنتمين للنظام السابق الذين يقودون الثورة المضادة عن العمل.ونظم عدد من المعتصمين بميدان التحرير أمس مسيرة احتجاجية مطالبين جموع المواطنين بضرورة التضامن معهم اليوم من أجل الحفاظ على الثورة وحمايتها ورددوا هتافات تطالب بالقصاص لدماء الشهداء وملاحقة من أفسدوا الحياة السياسية في مصر،مطالبين القوى السياسية المشاركة بالالتزام بحرية الاعتصام وعدم التشكيك أو التخوين فى نوايا المعتصمين. وعقدت القوى السياسية والحركات الشبابية اجتماعات مكثفة طوال الساعات الماضية،حيث تم الاتفاق على تشكيل لجان شعبية تقوم بعدد من المهام من بينها لجان تهتم بالتوعية وأخرى تقوم بتامين المتظاهرين ولجان طبية ولجنة للإعاشة،كما سيتم توزيع ورق استبيان لاستطلاع آراء المواطنين المشاركين حول عدد من القضايا الرئيسية مثل رأيهم في سياسات مجلس الوزراء وأداء المجلس العسكري. ومن جانب آخر أكدت مصادر أمنية ل»المدينة»أن هناك اتجاه لمشاركة الأجهزة الأمنية في تأمين المظاهرات،مشيراً إلى أن هناك حالة من الانقسام داخل الأجهزة الأمنية،حيث يرفض البعض تامين تلك المليونية خوفاً من حدوث اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين،والمطالبة فقط بتكثيف التواجد الأمني أمام مبنى وزارة الداخلية خوفاً من حدوث أعمال تخريبية بها من قبل المتظاهرين وتأمين بعض السفارات ذات الحساسية فقط،منوهاً أن الداخلية مهمتها التأمين «ونحن مستعدون لها، لكننا لن ندخل ميدان التحرير، إلا في حالة الاستدعاء، وهناك خطة تأمين في المحافظات خاصة الإسكندريةوالسويس والإسماعيلية، لأن الدعوة الموجودة تؤكد أن الأعداد ستكون كبيرة» وأوضح المصدر الأمني أن الوضع محافظة السويس «شرق القاهرة»أكثر حرجاً حيث تشهد مظاهرات متواصلة منذ صدور قرار المحكمة أول أمس بإخلاء سبيل الضباط والمخبرين المتهمين بقتل الشهداء،واستمرار الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن منذ الثلاثاء الماضي،وأضاف انه سيتم تدعيم بالمحافظة بقوات امن إضافية خاصة على المقرات الحكومية الهامة ومن بينها مديرية الأمن. وكان مجلس الوزراء فى بيان أصدره أمس الأول قد أهاب بالقوى السياسية المُشاركة المحافظة على النهج السلمي والحضاري الذي أرسته جماهير ثورة 25 يناير، والتحسب لمحاولة بعض القوى المُناهضة للثورة خلق حالة من الفوضى والاضطراب للإساءة للجماهير بالميدان،وشدد المجلس على وقوفه مع المطالب المشروعة للقوى الوطنية وتحقيقها بكل الوسائل الممكنة مع حرصه على استمرار الحوار مع كافة القوى الوطنية.