هذا الأسبوع سأتحدث عن موضوع غريب نوعا ما ولكني أصنفه تحت عنوان «أسباب فشل المشاريع الصغيرة»، هذا الموضوع هو نمو العمل التجاري بشكل غير متوقع. لاشك أن كل جهد فكري أو جسدي يعمل هو لتحقيق نمو العمل التجاري، ولكن فيما نسبته 15 % من المشاريع تنمو نموا كبيرا بشكل غير طبيعي وفي زمن قياسي وبمجهود قليل. لن أتحدث هنا عن أسباب النمو السريع لأن هناك العديد من الأسباب ولكني سأتحدث عن التأثيرات التي ستحدث لرواد ورائدات الأعمال الذين يواجهون مثل هذه الظروف. النمو الكبير للعمل التجاري يعني تراكم الأرباح الصافية يفوق توقع أصحاب المشروع. هذا التراكم النقدي مع أنه شيء جيد إلا أنه قد يشكل خطرا كبيرا على رواد الأعمال الذين يدخلون السوق لأول مرة؛ حيث تأتي الخطورة من ثلاث جهات: الأولى: الإحساس بأن تأسيس الأعمال التجارية أمر سهل وليس به تلك التعقيدات التى يتحدث عنها الآخرون. هذا الإحساس مع الوقت يتفاقم إلى أن يصبح غرورا يقود للتهور والدخول في مشاريع كبيرة دون دراسة متأنية. الثانية: مع التراكم النقدي الكبير للأرباح الصافية تتزايد الرغبة في الصرف على الأمور الاستهلاكية حتى تصبح حاجة من الصعب التوقف عنها أو حتى التقليل منها. الثالثة: النمو الكبير للمشروع التجاري بمجهود قليل يؤثر سلبيا في الخبرة العملية التي يحصل عليها الرواد والرائدات. ضعف الخبرة العملية في مواجهة صعاب العمل الحر وطرق التعامل مع مختلف أنواع الناس يجعلهم عرضة لأهل الذمم الضعيفة أن يزينوا لهم دون أن تكون لهم القدرة على التمييز بين الغث والسمين. مع أن الصعاب التي تواجه رواد ورائدات الأعمال مؤلمة بل محبطة في بعض الأحيان إلا أن لها حسنة تحسب لها فهي تعمل كدواء ناجع لزيادة المناعة ضد كل محفزات فشل المشاريع التجارية والرضا بمستوى نمو طبيعي يحافظ على التوازن النفسي والمالي. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية