هل نجاح المشروع التجاري الصغير أو المتوسط بشكل يفوق التوقعات شيء إيجابي دائما؟، الجواب لا. قد يستغرب البعض من قولي هذا ولكنها الحقيقة. بل إنني أميل لتصنيفه تحت قائمة أسباب فشل المشروعات في هذا القطاع. صحيح كل جهد فكري أو جسدي يُعمل إنما هو لتحقيق نمو العمل التجاري. إذا كان النمو في حدود 20% سنويا فهذا يعنى أن العمل التجاري سيتضاعف حجمه خلال خمس سنوات وهي مدة معقولة لرواد ورائدات يدخلون معترك العمل التجاري لأول مرة. النمو الكبير للعمل التجاري يعني تراكم الأرباح الصافية يفوق توقع أصحاب المشروع. هذا التراكم النقدي مع أنه شيء جيد إلا أنه قد يشكل خطراً كبيراً على رواد ورائدات الأعمال، ويكون سبباً في انحدار شديد قد ينتهي بالخروج من السوق. خطورة النجاح الكبير تأتي من ثلاثة اتجاهات: الأول: الإحساس أن تأسيس الأعمال التجارية أمر سهل، وليس به تلك التعقيدات التي يتحدث عنها الآخرون، هذا الإحساس مع الوقت يتفاقم إلى أن يصبح غروراً يقود للتهور والدخول في مشروعات كبيرة دون دراسة متأنية. الثاني: التراكم النقدي الكبير للأرباح الصافية تتزايد معه الرغبة في الصرف على الأمور الاستهلاكية حتى تصبح -حاجة- من الصعب التوقف عنها أو حتى التقليل منها. الثالث: النمو الكبير بمجهود قليل يؤثر سلبياً على الخبرة العملية التي يحصل عليها الرواد والرائدات، مما يجعلهم عرضه لأهل الذمم الضعيفة أن يزينوا لهم دون أن تكون لهم القدرة على التمييز بين الغث والسمين. هذه المخاطر الثلاثة ليست كل شيء ولكن نسبة تأثيرها السلبي هي الأعلى.