في هذا الأسبوع من الحديث عن أسباب فشل المشاريع الصغيرة سأخصصه لرائدات الأعمال تحديدا كون السبب الذي سأتحدث عنه شائعا بشكل كبير بينهن. من المتفق عليه أن الغاية من تأسيس أي مشروع تجاري هو في النهاية جني الأرباح وكل جهد يبذل سواء كان ذهنيا أو بدنيا إنما هو لتعظيم صافي الربح، ولكن عندما يضاف إلى الهدف النهائي هدف آخر مواز له يكون عندها قد زرعت سوسة تنخر في أساسات المشروع بسبب تغير الأولويات باستمرار لتحقيق هدف المشروع الموازي للربح. عند نسبة كبيرة من رائدات الأعمال يدخل على خط جني الأرباح هدف آخر غير معلن. هذا الهدف الإضافي يتمحور حول إثبات أن المرأة قادرة على العمل الحر وأنها تستطيع أن تنجح لو أعطيت لها الفرصة لإثبات نفسها. قد يقول قائل وما العيب في ذلك؟ أقول إنه ليس عيبا بذاته ولكنه في عالم الأعمال التجارية يعتبر نقطة ضعف؛ حيث إن الهدفين لا يكملان بعضهما بل إنهما في بعض الأحيان يسيران في اتجاهين متعاكسين. وللأسف فإن قائمة مساوئ تعدد أهداف العمل التجاري كثيرة وتتواجد باستمرار عند اتخاذ أي قرار استراتيجي أو تشغيلي يخص المشروع التجاري ولنأخذ مثلا على ذلك.. لنجاح أي مشروع لابد لأصحابه أن يتعاملوا مع المستجدات بتجرد كامل، وبسبب هذه المستجدات تتغير أشياء كثيرة أقساها الحاجة لإيقاف المشروع أو بيعه منعا لاستمرارية الاستنزاف. عندما يكون الربح هو الهدف الوحيد للمشروع فإن اتخاذ قرارات صعبة مثل هذه تكون تأثيراتها السلبية على أصحاب المشروع أقل بكثير مما لو كان هناك هدف آخر. ومن هنا فإن وجود هدف تغيير الثقافة تجاه المرأة من خلال عملها في العمل التجاري سيجعل اتخاذ قرارات صعبة أمرا محزنا وتأثيره السلبي كبيرا. ولهذا فإن تركيز هدف العمل التجاري على الربح الصافي كهدف وحيد سيجعل رائدة الأعمال تحقق جميع أمنياتها وأهدافها الأخرى وتجعلها نجمة في سماء سيدات الأعمال الناجحات. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية