في عالم الأعمال الصغيرة، كما في عالم الأعمال الكبيرة الحجم، تعد دراسة الجدوى إحدى الأدوات الهامة للتخطيط الاستراتيجي الرشيد للمشروعات الاستثمارية التي تؤدي إلى صنع القرارات الاستثمارية بأقل درجة ممكنة من المخاطرة. تنطوي دراسة الجدوى على هدف رئيسي وهو تحديد ما إذا كان من الممكن اتخاذ قرار استثماري بإقامة مشروع من عدمه. وتقاس كفاءة المشروع بمدى قدرته على تحقيق أقصى عائد على الاستثمار الذي درج على تسمية «الربح» مع المحافظة على إنتاجية وجوده جيدة. تتعدد مجالات تطبيق دراسة الجدوى لتشمل ثلاثة مجالات رئيسية: «1» المشروعات الاستثمارية الجديدة، «2» التوسعات في المشروعات القائمة، «3» الإحلال والتجديد. دراسة جدوى المشروعات الجديدة هي من أكثر المجالات التطبيقية أهمية لما يحتاج إليه المشروع من دراسة وتقديرات تقوم على منهجية دقيقة بغض النظر عما إذا كان المشروع صناعيا، أو زراعيا، أو خدميا. دراسة الجدوى للتوسعات في المشروعات القائمة أساسها السعي لزيادة الطاقة الإنتاجية لتغطية حاجة السوق الحالية أو المستقبلية. دراسة الجدوى الاقتصادية للإحلال والتجديد تتعلق بإحلال أو استبدال الآلات: جديدة محل القديمة، بعد انتهاء عمرها الافتراضي. يبقى السؤال: هل يعطي رواد الأعمال مهمة عمل دراسة الجدوى لأشخاص متخصصين ليعملوها أو يعملونها بأنفسهم؟ لكلا الحالتين فوائد ومضار. فمن فوائد إعطائها لأشخاص متخصصين أنها ستكون مفصلة ومدعومة بالكثير من البيانات والجداول. أما مضارها فإنها ستفقدهم الانغماس في تفاصيل عملهم التجاري. وفي المقابل عندما يعمل رواد الأعمال دراسة الجدوى بأنفسهم فإن الفكرة والإحساس بالمشروع تبدآن بالنمو في العقل والقلب ويصبح تجسيدها إلى واقع هو التسلسل الطبيعي، وهذا يجعلهم ملمين بالتفاصيل الدقيقة التي سيسألون عنها أمام جهات التمويل. أما مضارها فهي أن قلة الخبرة في عمل دراسات من هذا النوع قد لا تجعلها مفصلة ومقنعة، وللتغلب على هذه المشكلة ينصح بحضور دورات تساعد على فهم المبادئ النظرية لدراسة الجدوى ثم تنقل إلى التطبيق وكلما كانت دراسة الجدوى التي يعملها رواد الأعمال بأنفسهم مفصلة خصوصا في مكوناتها الثلاث الأساسية «التسويقية – المحاسبية – الفنية»؛ كانت إقناعا للممولين أن هذا المشروع يتوقع له النجاح وتحقيق عائد استثمار جيد. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية