يواجه التحول من الإنشاد للغناء تضادا بين الرفض والقبول من قبل المتابعين لساحة النشيد المحافظ، وهو ما جعلها فكرة قابلة للعرض والنقاش بين الجانبين، إلا أن المنشد المعروف عيد سعود أكد أن الفكرة لا تراوده كمنشد ألبتة، وهو مقتنع تماما باللون الذي يسير عليه مما يجعل الأمر يبدو مستحيلا بالنسبة له، وحتى يقدم على خطوة كهذه. واستعرض سعود رأيه حول الاستعانة بالمؤثرات والدفوف «نعم هناك عدد كبير من المنشدين بدؤوا يصدرون ألبوماتهم بعدة نسخ واحدة بمؤثرات أو موسيقى، والأخرى بالدفوف والثالثة خاصة بالسعودية وهي النسخة الخالية من كل شيء، وذلك لطبيعة المجتمع ورفضه للتأثير في النشيد بأي مؤثر يجعله بعيدا عن المعاني السامية والجمال الذي يمثله، لكن عتبي الكبير ليس على كون المنشد السعودي يقوم بهذا الإجراء أو لا يقوم به، بل إن المنشد الخليجي والعربي يصدر عادة كما أسلفت أكثر من ألبوم ومع ذلك لا يجد الانتقاد الذي يجده المنشد السعودي، بل في أحيان كثيرة لا يعلمون ذلك، بينما يجد المنشد السعودي كثيرا من كلمات العتاب والمطالبات بعدم القيام بخطوة كهذه رغم رفضي لها، لكني أتعجب من هذه المفارقة». وحول ما تمت إشاعته حول المنشد حامد الضبعان بأنه سيقدم على خطوة من هذا النوع، خاصة أنه أول منشد تعامل مع الوسط الغنائي كشعراء وملحنين وفنانين، أوضح بحكم قربه الشديد من الضبعان «هذه الفكرة غير موجودة أبدا، وبالعكس حامد الضبعان مقتنع برسالة النشيد بشكله الحالي، ولا ينوي التغيير في شكل مسيرته الإنشادية». أما الإعلامي يزيد الحقباني، صحفي بمجلة روائع الشبابية ومهتم بجانب النشيد المحافظ فيوضح أن خطوة المنشد أبو عبدالملك لم تكن مقبولة بشكل أساسي لعدة اعتبارات من أهمها أنها جاءت بعد قرابة 18 عاما من مسيرة إنشادية حافلة للغاية، وانتشار تخطى كافة الحدود الممكنة، حتى أن ألبوماته تباع وتسمع في دول كجنوب إفريقيا وأستراليا وبريطانيا، وهو أمر لم يستطع منشد آخر أن يحصل عليه، وكان يمكن أن يقبل هذا التحول من منشد مبتدئ يبحث عن وضع قدم له في ساحة الفن الإنشادي، وإن كنت بشكل عام أعتبر التحول جزءا من حرية المنشد الشخصية، خاصة إذا كان تحوله بناء على فتوى دينية، لكني أرفض هذا المبدأ ولا أروج له، لأننا بصراحة من خلال مباركة خطوات كهذه سيفقد النشيد أصالته المعروفة، وبصراحة النشيد كان يصارع من أجل انتزاع شرعيته في السابق وهو محافظ على أصالته، فكيف يمكن أن ينتزع هذه الشرعية الآن؟ قد يكون الأمر محيرا للغاية. وحول وجود منشدين في الساحة تحولوا للغناء، أكد الحقباني أن الخلط بين الغناء كفن والإنشاد المحافظ كفن، لم يعد معه التفريق بينهما ممكنا، بل أوقع الكثيرين في حرج، فبعض الفنانين يتحدث عن كونه منشدا، مع أنه يستخدم الموسيقى، وبعض المنشدين يتحدث عن كونه فنانا، رغم بعده عن كثير من المحاذير، وبالإجمال يمكن اعتبار الفن المحافظ وغير المحافظ قاسما مشتركا، لكن بظني أن النشيد الأصيل لن يستمر طويلا في ظل الغزو الذي تشهده عقليات كثير من المنشدين ومسايرتهم لبعض الطلبات تحت ذريعة «الجمهور عاوز كده» وذلك هو المؤلم، فأصبح المنشد بعيدا عن رؤيته التي بدأ بها، وباتت الأفكار والأهداف التي بدأ الإنشاد من أجلها خلف ظهره، وهو أمر أتمنى أن يتم الالتفات له، ومحاولة تعديله وإصلاحه