أصبح النشيد الإسلامي المائدة المفضلة لعدد من القنوات الفضائية العربية خلال شهر رمضان الكريم، حيث لم يعد مستغربا تحول هذه القنوات من عرض الكليبات الفاضحة، إلى أخرى ناصحة تقدم رسالة هادفة، فضلا عن القنوات الأخرى التي تقدمها الأناشيد كفواصل بين برامجها، وإن كانت القنوات المحافظة تستأثر بنصيب الأسد منها. سبق لمفتي المملكة أن أكد في أكثر من مناسبة، رفضه لهذا النوع من المقاطع الصوتية، معتبرا إياها مجرد إحياء للظاهرة الصوفية، وذلك على خلفية تعاون الفنان محمد عبده مع الداعية الدكتور عائض القرني في تقديم أحد الأناشيد. ويثير هذا التفوق للأناشيد الإسلامية، وهو: «هل فرض الكليب الإنشادي أو النشيد الديني نفسه وبقوة، في سماء الإعلام، ثم هل سيكون الجمهور العربي الكبير على موعد مع فن ربما لم يعرفوه جيدا، خصوصا أن المنتمين له يرون فيه بديلا جيدا ومناسبا عن الغناء المحرم عند كثير من العلماء. في البداية عد المنشد حامد الضبعان أن هذا التحول الجميل الذي تشهده هذه القنوات غير المحافظة خصوصا في نهار رمضان، يعطي دلالة واضحة على أن المادة الفنية المحافظة لها قبول، ويمكن أن تكون بديلا ناجحا ومناسبا لكل أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن الإنشاد الديني واجه صعوبات في بداية ظهوره، ولكن اليوم أصبح معروفا على نطاق واسع، وله جمهوره الكبير في كل أرجاء العالم الإسلامي، ولعل الأعمال التي يقدمها المنشدون هي التي تتحدث عن نفسها، خصوصا مع التهافت الكبير الذي نشهده للحصول على كليبات دينية بشكل حصري. وأضاف: «ربما يكون تحول بعض الإذاعات إلى تقديم النشيد بشكل يومي، بدلا عن الغناء فرصة جميلة للتعريف بهذا اللون الفني المهم، خصوصا أن النشيد يعد من الأمور المتفق عليها عند الكثير من أبناء المجتمعات الإسلامية، بعكس الغناء الذي يجد ممانعة كبيرة، وكثير من العلماء يتوافقون على تحريمه». وحول المنافسة بين الإنشاد والغناء، قال الضبعان إن الحديث عن المنافسة أمر سابق لأوانه، ولا يمكن الحديث عنه الآن، لأن الظروف التاريخية التي وجد فيها كلا الفنين، يختلف عن الآخر، وبالتالي لا يمكن اعتبارهما متنافسين، إلا في كونهما فنين». وأضاف: «الغناء بالتأكيد سبق الإنشاد وانتشاره أوسع، لكن النشيد الإسلامي خطا خطوات رائعة جدا، في محاولة لرسم خط خاص به، وربما نرى تحول عدد من المغنين إلى الإنشاد، كنوع من الاستفادة من الصوت بشكل لا يزيد من رصيد ذنوبه وآثامه». وتمنى الضبعان أن يكون هناك انتشار واسع للإنشاد الإسلامي، وهو يحاول أن يخطو خطوات واسعة في هذا المجال، وحول التعاون مع نجوم الغناء، أكد الضبعان أنه بصدد التعاون مع الفنان خالد عبدالرحمن ، حيث سبق أن تعاون مع عدد من الشعراء الغنائيين، وعدد من الملحنين المعروفين، ولا يجد بأسا في التعاون معهم ما دامت الفائدة ستكون منصبة في خانة النشيد الإسلامي. من جهة أخرى، أكد المنتج سلمان الخثلان والمتخصص في إنتاج الأناشيد المصورة «الفيديو كليب» أن النشيد الإسلامي وصل إلى شرائح متعددة ومجتمعات متنوعة، موضحا أن الطلب على الكليبات الإنشادية ترتفع وتيرته مع قرب شهر رمضان المبارك، وأن القنوات الفضائية سواء المحافظة منها وغير المحافظة تحاول الاستئثار بأكبر قدر ممكن منها. وأضاف: «هناك بعض الكليبات نحرص على وجودها في قنوات بعينها بشكل حصري لمدة محددة، مقابل بعض الخدمات المتبادلة». وحول بعض الشروط أو الضوابط التي يتم فرضها على القنوات، قال الخثلان إنهم «لا يفرقون كثيرا بين القنوات المحافظة أو غيرها في توفير نسخ من الفيديو كليب، بل قد يكون الأمر من صالحنا لو أصبح انتشار الكليب أكبر، وفي قنوات ربما لا يشاهدها سوى غير المحافظين من الجمهور، لأن هذا يوفر لنا جمهورا أوسع، ونحن نحاول أن نكون قريبين من المشاهد في أي قناة كانت». وحول المنافسة بين الكليبات الهادفة وغيرها، رأى الخثلان أنه لا يرى أن هناك مجالا للمنافسة على اعتبار أن المجالين مختلفان تماما، ولا توجد أهداف مشتركة بينهما