تتأخر خطوات أبي عن الاقتراب من باب بيتنا، فأتأخر عن النوم. منذ طفولتي وأنا أنام على وقع آخر خطوة من خطوات أبي، الذي كان يسهر كثيرا في المقهى، حتى هذه اللحظة، لحظة الاقتراب من ال50، أظل مبحلقا في السقف بانتظار خطوات أبي التي تتأخر كل يوم دون أن تجيء، فأركز وعيي في ذكرى صوت الخطوات، وأنام بعد تعب خيالي شديد، أظن أني وجدت حلا: سأستأجر خطوات رجل فقير، أدربه على أسلوب قدم أبي في الغناء، يأتيني في ساعة محددة، يخطو باتجاه بابي، يطرقه طرقة واحدة، ثم يمشي هو إلى بيته لينام طفله المبحلق في السقف على خطواته، كما أفعل أنا تماما. زياد خداش