العزيز جداً الكاتب الرائع الأستاذ صالح محمد الشيحي صاحب الكلمة اليومية في أخيرة الزميلة (الوطن) كتب في الأسبوع الماضي عن عشق الناس في بلادنا (للسهر) وتعودهم عليه واحترافهم له إلى درجة أننا أصبحنا لا نجد من ينام مبكراً حتى طلبة الجامعات والموظفين فهم يكتفون بساعتين أو ثلاث ثم يعوضون النوم بعد عودتهم إلى منازلهم بعد الظهر!!. وتساءل كاتبنا الشيحي: أليس لدى هؤلاء أي عمل؟! اليس لديهم أسر؟! اليس لديهم اهتمامات أخرى؟!. وأضاف الشيحي : (الناس هنا تعودوا على السهر بشكل عجيب ولذلك لم يعد لعطلة نهاية الأسبوع ما يميزها عن بقية الأيام..لم يعد لها نكهتها الخاصة وبرنامجها الخاص وطقوسها الخاصة فالناس يسهرون ليلة السبت والأحد كما يسهرون ليلة الخميس والجمعة). والحقيقة أن مسألة (السهر) لكل الناس أو معظمهم على أقل تقدير أصبحت مسألة مهمة تستحق التوقف والمداولة والعلاج..فهي تؤثر على مستوى تحصيل الطلاب..وهي تؤثر على انضباطية المواطنين والتزامهم بمواعيد الدوام ..وهي تؤثر على مصالح الناس الذين ينامون النهار ويسهرون الليل وبدون مبرر!!. والسهر في الليل والنوم في النهار يؤثر على صحة الانسان وينهكها ..ولا يعطى الجسم فرصة الراحة مثل النوم في الليل ..وقد سألت عشرات الأطباء عن هذا بحكم أن عملي الصحفي على مدى أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ظل يفرض عليَّ السهر بالليل والنوم بالنهار..وقد كان كل الأطباء يطلبون مني أن أنام الليل حتى ولو ساعتين فقط فهي تمنح الجسم الراحة والعافية أكثر من ساعات النوم بالنهار مهما كثرت!!. ولعلنا نجد أن معظم دول العالم إن لم يكن كلها تحرص على الراحة ليلاً لينام الناس ويصحون مبكرين يواصلون الركض من خلال أعمالهم ولاتجد في المقاهي أو أماكن السهر إلا العاطلين أو المجازين أو المتقاعدين فالسهر له ليلة العطلة الاسبوعية ولهذا فان للعطلة طعماً ونكهة وجمالاً لأنها تأتي على خلاف الروتين اليومي المعتاد... ولكن ما هو الحل ؟! .. يقول الأستاذ الشيحي في مقالته: (ونحن اذا أردنا الناس أن يناموا وقت النوم ويستيقظوا وقت الاستيقاظ يجب أن نساعدهم على ذلك وأول الخطوات أن نقفل الأسواق والمقاهي والمطاعم في ساعة محددة حتى يتعود الناس العودة إلى منازلهم مبكراً). وهذا حق لامراء فيه ويجب الأخذ به دون تردد فالأسواق يجب أن تقفل مع آذان العشاء ..وهذا يكفي جداً ..لتبقى محلات الأكل التي يمكن أن تستمر حتى الساعة الحادية عشرة على الأكثر وكذلك المقاهي مهما كان موقعها فما قيمة أن نقفل مقاهي حي التنعيم في مكةالمكرمة مبكراً - مثلاً - ثم نترك المقاهي الواقعة على بداية خط مكة - جدة السريع لتواصل العمل على مدار ال 24 ساعة وهذا كثير جداً ..جداً فقد أصبحت هذه المقاهي ملهاة للطلاب والشباب وأبعدتهم عن أسرهم وبيوتهم !! بل وهدمت أسراً كثيرة ولابد من المسارعة في قفلها مبكراً مع الحادية عشرة مساء كما قلنا. والاقتراح بأن يطبق هذا التنظيم على مدار الشهور طوال العام باستثناء شهر رمضان المبارك لكافة مدن المملكة ومن 15 القعدة إلى25 الحجة بالنسبة لمدينة مكةالمكرمة والمدينة المنورة فقط. ونأمل ألا يطول انتظارنا.. آخر المشوار قال الشاعر: والناس بعضهم كالتبر معدنهم والبعض كالبهم إن لم تهدهم ضلوا