طال السفر... والمنتظر مل صبره.. تبدو هذه الكلمات المستلة من كلمات دايم السيف كافية للتعبير عن اشتياق محبي الأغنية من فنانين وملحنين وجماهير للشاعر الكبير خالد الفيصل الذي تعتبر ندرة تعاوناته الفنية في الآونة الأخيرة هي السؤال الذي بات يشغل بال الكثير، وإن كان الغالبية توجد العذر المقنع لانقطاعه الفني لظروفه العملية في مجالات عدة ونواح متعددة وتعد المسؤولية الملقاة على عاتقه بوصفه أميرا لمنطقة مكةالمكرمة هي العظمى ومثلما صنع من الجنوب مناظر خلابة تجذب السحر ليتذوقوا سحرها فإنه وكما قال ذات يوم «أسابق الساعة وتسبقني الساعة.. تفضي وأنا توني بأول ثوانيها». بات يسابق الزمن لتحقيق العهد الذي قطع على نفسه بأن تكون مكةوجدة هي كذلك من أجل مدن العالم وفيما يبدو إن هذا العهد الثقيل والظروف العملية المرهقة والمكلفة من أجل تحقيق تطلعات وطموحات المجتمع الحجازي أجبر دايم السيف على أن يوقف عجلة التعاونات الفنية وهو ما لا يتمناه محبو الأغنية ومتذوقو الشعر وهم من يهدون إلى الفيصل الغائب الحاضر ما أبدع في قوله وتصويره «أجل لولاك والله ما بكينا.. ولا هانت مدامعنا علينا.. ولو تنسى هوانا يا حبيبي.. حشا والله حنا ما نسينا». كلمات الفيصل وبالتأكيد إن ما يجعل محبي الأغنية في اشتياق إلى جديد دايم السيف هو مستوى الأغنية الذي في انحدار مخيف بعد أن كانت الأغنية لا سيما المحلية تأتي عند الجمهور بدائل للحكم والأمثال والأقوال المأثورة ولعل هذا ما تميز به دايم السيف في قصائده، إذ كان يصنع من خلال كلماته حكما وأمثالا يتغنى بها الفنانون ويرددها الجمهور وتكون الكلمات المغناة على ألسن الصغار والكبار في مواقفهم وحالاتهم ونستشهد «تنشد عن الحال هذا هو الحال، اليا صفالك عل يا ضامي.. اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها، وما احب انا المركز الثاني.. الأول اموت واحيا به، ومن بادي الوقت وهذا طبع الايامي، ويا زمان العجايب وش بقى ما ظهر كل ما قلت هانت جد علم جديد إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر ويا زمان العجائب وش بقى ما ظهر، ولو كان قلبي في هواك يتقطع.. خله لعله بالقسى يستخيري، يا للي تعرفون الهوى لاتلومون، يلموني من لا درى ويش حالي، وما هو صحيح القلب للقلب شاهد، لو هو صحيح اصبحت بالقلب مفتون، بيني وبينك حب من قلب واحد، ليته يجيك من الهوى ما يجيني، وليالي نجد ما مثلك ليالي، ويا غالي الأثمان غلوك بالحيل، وقلبي اللي لواه من الصواديف لاوي، جرحته الليالي والحظوظ الرديه، يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر». وغيرها من قصائد نظمها الفيصل وباتت تنطق بها الألسن في حالات متفرقة سواء شخصية أو عملية او اجتماعية أو عاطفية وتأتي تعبيرا للحالة المعنية أو الموقف. شاعرية «دايم السيف» ولأن مزايا دايم السيف الشعرية لا تعد ولا تحصى، فإنه تميز كذلك على مستوى التعاونات الفنية بتسجيل رقم قياسي من بحور الشعر وأنواعه سواء كان عاميا أو فصحى أو تفعيلة أو غيره وأجادها بإتقان إلى جانب براعته في المقامات الغنائية بطريقة احترافية سهلت من مهمة الملحن في التنقل من بيت إلى بيت بإتقان وكذلك في أداء الفنان للكلمات دون ثقل وهذا ما جعل قصائد الفيصل المغناة تظل مختلفة عن القصائد المغناة لعدد كبير من الشعراء لخفتها على المستمع وبساطتها لدرجة أن باتت الأغنية الشعبية المحلية مفهومة على المستوى العربي وهذا تأكيد على براعة وعملقة وعبقرية الفيصل الشعرية وقدراته الفنية. تعاونات الفيصل الفيصل في رصيده تعاونات فنية كبيرة جدا بكل تأكيد كان الشرف للفنانين والملحنين أن يتغنوا بكلمات دايم السيف ومن أبرز الفنانين يأتي الأسطورتان محمد عبده وطلال مداح وكذلك رابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن وطلال سلامة وعبادي الجوهر وعباس إبراهيم وعلي عبدالكريم ومحمد عمر، وفوزي محسون، وعبدالكريم عبدالقادر، وعتاب ورباب. أغان في الذاكرة ليتك معي، من يقول الزين، قلب خذيته، شرهة العاشق، قال الموادع، عند الموادع، هبايب نجد، لي ثلاثة أيام، سريت ليل الهوى، ليالي نجد، يا شايل الظبي، بشروني عنك، لا والذي سواك، وقف ترى آلي، يا غايبة، يا شبيه صويحبي، الغزال العارضية، مرتاح أحبك، أيوه، والبراقع، ومئات الأغاني التي تغنى بها فنانون كثيرون، يعتبر أكثرهم الأسطورة محمد عبده الذي أكد أنه يحمل في داخله جميلا لدايم السيف؛ كونه يعتبر من ساهم مساهمة كبرى في صناعته الفنية وانتشاره محليا وعربيا بقصائده الرائعة ويجد الأسطورة أبو نورة حرجا في اختيار الأغنية الأقرب إلى قلبه معتبرا جميع ما تغنى به من كلمات الفيصل هي الأقرب والأجمل بالنسبة إليه. آراء في تأثير الفيصل على الأغنية كشف منجم الألحان الملحن صالح الشهري أنه ممن سعدوا بالتعاون مع الشاعر المميز خالد الفيصل وقال إن الأغنية بغياب دايم السيف ليس لها طعم ولا لون وبلسان محبيه نتمنى أن ينثر لنا ما في جعبته كوننا تواقين إلى أن نعيد أياما جميلة عشناها مع الفيصل وكلماته العذبة. وإن ما جعل الجمهور في تساؤل عن دايم السيف وجديده هو تناوله للموضوعات بطريقة مختلفة ومميزة وبأسلوب فريد وخفيف لا سيما أن كلماته الدافئة المستشرقة تبث في داخلنا إحساسا جميلا. وذكر الملحن سامي إحسان أنه من أكثر من اشتاقوا إلى أن يسمع أغنية من كلمات الفيصل ويذكر أن الحديث عن تأثير الفيصل على مستوى الشعر والأغنية تأثير كبير جدا ويستشهد إحسان بانحدار مستوى الأغنية سواء محليا وعربيا وحتى على مستوى الأغنية الشعبية ويؤكد إحسان أن الأغنية الشعبية لم تكن كالفترة الذهبية التي شهدت تعاونات قوية وأعمالا تاريخية كان نجمها بدون جدال هو دايم السيف. أما الفنان طلال سلامة فذكر أن ظروف العمل حرمت جمهور الأغنية والشعر من ملك في شعره وفي كلماته الجميلة الراقية ويؤكد أن جمهوره في شوق إلى أن يكون هناك تعاون فني يجمعني بخالد الفيصل يعيد للأذهان فترة أعتبرها من أجمل الفترات بالنسبة إلي وهي الأعمال التي جمعتني به منها في سحابة وكذلك «لا تصد هناك»، فيما أكد الشاعر الغنائي وسيم باسعد أن غياب دايم السيف عن الساحة الفنية أثر تأثيرا كبيرا في الشعراء مشيرا إلى أنه ليس هناك شخص لم يشتق إلى قصائد خالد الفيصل المغناة .