الأغنية السعودية في الوقت الحالي لم تكن كسابقتها قبل فترات وسنين في تحولاتها، حيث كانت الأغنية تحمل النهج الشعبي في قوالب التلحين والقصائد الغنائية والارتجال الأدائي إلا أن تلك الفترات كانت بمثابة الانطلاقة لتقديم المطربين محلياً على مسارح الإذاعة والتلفزيون آن ذاك. والمتابع لمراحلها يجد الاهتمام من قبل أضلاعها القليلة العدد بل إن التواجد لم يكن إلا إقليمياً بسبب توزيع أعمالهم على مناطق محددة في السعودية كما أن الأسلوب في طرح ألاغاني لم يكن إلا في نطاق شعبي واضح ولكن مع استمرارية العطاء والتطور في جميع عناصر الأغنية جعل منها تحدّث نفسها لتصل إلى مستوى اكبر بل وتُسمع من جميع شرائح المجتمع. هذه التغيرات باتت وشيكة للانطلاقة لتزحف خلف الفنانين عبر وسائل الإعلام في الخليج العربي وأصبح التنافس ينطلق رويداً، وفي ظل ذلك كانت المؤسسات الفنية بدأت في التواجد لإصدار الألبومات ومنها فتح المجال للعديد من هواة الغناء والموسيقى وبالتالي أصبح الكل يقدم أفكاره وأسلوبه ويتواجد إعلاميا وفنياً ولهذا تغيرت الأغنية بشكل جديد لتحمل في طياتها المفاجأة الكبرى بفتح المجال للعديد من الشعراء وأيضا التواجد المهم للملحنين وأصبح الكل يريد إثبات موهبته ونشرأفكاره عن طريق الأغنية ومن هذا المنطلق برزت الأسماء في مجال القصيدة الغنائية كالشاعر بدر بن عبدالمحسن والشاعر خالد الفيصل مواصلين الإبداع بمن سبقوهم كالشاعرة الغنائية ثريا قابل والشاعر عبد الله الفيصل وهو الاسم الأوحد المنتشر عربيا بعد تعاونه مع كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاح سلام نجوم الأغنية العربية آن ذاك، أيضا نفس النهج والتغير في الأسماء فكانت الأغنية تعتمد على عدد بسيط من ملحنيها حتى إن البعض من المطربين اعتمد على نفسه بصناعة لحنه والتعبير عن غنائه ومع هذا الانفتاح الموسيقي تواجد أكثر من ملحن حملوا على عاتقهم بداية نشر الأغنية السعودية بفضل الفرص المتاحة لهم وبلاشك كان بروز عدد من الأسماء كالملحن صالح الشهري وناصر الصالح وغيرهما مِن مَن اوجدوا لأنفسهم الفرص. الأسلوب بدأ في التغير من كافة النواحي الفنية والتوزيع الموسيقي بل حتى الإيقاعي الذي كون لنفسه قاعدة الأوركسترا وذلك بتعدادهم وتركيباتهم الإيقاعية الجديدة ولهذا شكلت الأغنية السعودية الحديثة قفزة كبيرة من خلال العروض التي تأتى للمطربين، وفي خضم هذه القفزات استغل الشعراء الغنائيون أسلوبهم الخفيف والواضح الذي ابتعد عن المصطلحات الشعبية غير المفهومة من الشارع العربي وانطلقت الأعمال متوالية كأغنية(رهيب) لعبدالمجيد عبدالله وكذلك (المسافر راح) للفنان راشد الماجد وهي من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن، إلا أن الشارع العربي مازال يتذكر الأغاني الخالدة والتي ابتدأ بها نجوم الطرب السعودي وانطلقوا لمستمعيهم عربياً ومنها أغنية (مقادير)و(زمان الصمت) لطلال مداح وكذلك (أبعاد) لمحمد عبده اللذين استمرا في تقديم أعمالهم على المستوى العربي في ظل المتابعة الإعلامية ، ومع التطور الملحوظ في مجال الإعلام السعودي بشكل خاص والعربي بشكل عام تواجدت الأغنية السعودية بشكل اكبر حتى إن الطلب عليها اصبح واضحاً من المهرجانات الغنائية والحفلات التي تقام في العواصم العربية بل حتى الأوربية عدا اهتمام الوسط الفني والفنانين العرب بالأغنية السعودية والتي أخذت السيطرة الكاملة على الأغنية الخليجية وبالتالي كافة النجوم العربية لم تعد تستطيع مضاهاة ما يمتلكه الفنانون السعوديون من حيث التنوع الإيقاعي والتيم اللحنية والأصالة في الأداء والقصائد الغنائية التي تحمل الأجراس الموسيقية الرنانة، وبلاشك هذا ما جعل الفنانين العرب يتغنون بالأعمال السعودية بل إن غالبيتهم تمسك بالإستراتيجية الجديدة للوصول جماهيرياً عبر الأغنية السعودية، * التغيرات في الأغنية العاطفية شملت الأغنية الوطنية حتى في اللغة الغنائية وصاحبت هذه التحولات نقلة في عالم الأوبريتات والأغنية الوطنية القصيرة رغم انه كان في السابق يعتمد على مجموعة من الفنانين الذين يقدمون أعمالهم عبر التلفزيون أو الإذاعة لكن في ظل التعدد الكبير للفنانين والثورة الغنائية في عالم التوزيع والدعم اللا محدود في تنمية هذه الرسالة الثقافية كان على المهتمين والغنائيين أن يقدموا أعمالهم متواصلة مع كل المناسبات الوطنية، والمقارنة بين ما قدم سابقا من أعمال وما يقدم حاليا يعتبر نقلة كبيرة في عالم الأغنية الوطنية من حيث الطرح الشفاف والكلمة ذات الجرس الموسيقي والبساطة في إيصالها، * فقد قدم في مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مجموعة أعمال أكدت منطلق الأغنية الوطنية التي تؤكد الإيمان الكامل بدور الأغنية والنشيد الوطني ورسالتهم في اللحمة الوطنية وتأكيدا على الرباط الذي يجمع القيادة بالشعب والمبني على المحبة المتبادلة، فتسابق الجميع كل يقدم إبداعه وأغانيه ، هنا نقدم مشاهد قليلة مما قدم خلال بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، * الفنان محمد عبده الذي يعتبر صاحب اكبر رصيد غنائي وطني في تاريخ الأغنية السعودية قدم ثلاثة أعمال وطنية بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم فكانت (إمامنا) من كلمات محمد عابس و (قائد الأمة) من كلمات ياسين سمكري و(سيوف الحق) من كلمات عايد الخالد وقد قام بتلحين جميع الأغاني الملحن القدير محمد شفيق رفيق رحلة محمد عبده في هذه الأنشطة وهي التي تتحدث - جميع هذه الأغاني - عن الإنجازات الضخمة التي قدمها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيلة توليه ولاية العهد وكيف سيكون الوضع زاهراً في وجوده والمشاريع التنموية التي قام بدعمها. (كلهم يا بلدي ملوكك) والتي صاغها شعراً سعود سالم والحان صالح الشهري وغناء الفنان محمد عبده وكذلك الفنان رابح صقر لغناء النشيد الوطني كاستمرار لتجاربهما السابقة والتي وجدت أصداء واسعة في أي عمل دويتو يجمعهما وطنياً. كلهم أبطال يا بلدي ملوكك من موحدنا لعبد الله الهمام الإمام أعطى الإمام أعطى الإمام المسيرة واحدة والنهج واحد والكلام الأولى هو الكلام طاعة الله والنبي ونهج الصحابة والتفاني بخدمة البيت الحرام أيضاً الفنان رابح صقر يشارك مع الفنان محمد عبده من خلال عمل وطني يتولى صياغة لحنه محمد عبده من كلمات الشاعر هاني الشحيتان: للطيب عنوانه وللمجد عنوان ألا أنت اسمك للمكارم عناوين لا قلت عبد الله كسا الكون إيمان إن الزمان بخير والناس وافين والله ما مثلك على الأرض إنسان ولا أن خلق في ذمتي مثلك اثنين أيضا كتب الأمير خالد بن سعود مجموعة من الأعمال الوطنية اثنتن منها بمناسبة اليوم الوطني وواحد كان لمبايعة لخادم الحرمين الشريفين ، فكان النصيب الأكبر للفنان محمد عبده في أغنية (يا موطني) من ألحانه وهي قصيدة باللغة العربية الفصحى، وهذه الأعمال الوطنية أتت لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وأخرى بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. (يا موطني) وطني إليك هديتي في عيد مولدك الجميل روحي دليل محبتي تفديك يا أسمى خليل أيضا المشاركة البحرينية من الملحن احمد سيف الذي قدم للفنان عباس إبراهيم أغنية (المجد) وذلك بمناسبة اليوم الوطني (المجد ما يبنيه غير السلاطين ) هم ماس بنيانه وذروة سنامه اللي نظرهم راجح بالموازين واللي بهم عدل وحلم وصرامة على شريعة خالق الخلق ماضين أيضا قدم عباس إبراهيم الأغنية الوطنية (الحظيظ) وهي من كلمات خلف الخلف والحان صالح الشهري، كما قدم أغنية (راية العز) وهي عن بيعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية وهي من كلمات والحان سمو الأمير الشاعر بندر بن فهد وتم بثها فضائيا عبر الإذاعات والتلفزيونات خلال اليوم الوطني (راية العز) راية العز دايم عالية مهما عاندها الهبوب همة الشعب همة سامية وحدت كل القلوب أما أغنية (عبدالله الحاكم) من أداء والحان الفنان محمد عمر، فقد جاءت بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله مقاليد الحكم.. (عبدالله الحاكم) عبدالله الحاكم الغالي الله - يديمه على الطاعة مليكنا طيّب الفالي المملكة عنده وداعه المُلك لو جاه يختالي أشر على العدل باصباعه عبدالمجيد عبدالله قدم كذلك أغنية (العهد عهد الله والملك عبدالله) وهي من كلمات الشاعر فهد المبدل كما قدم مجموعة أخرى من الأعمال من كلمات الشاعر احمد عبد الحق وهذه الأعمال من الحان صالح الشهري بعنوان (رعاك الله) و(بايعناك) ويقول مطلع العمل: بالله بايعناك وفي الدين عاهدناك يا قايد الأمة حنا على يمناك واصل رعاك الله واحكم يا عبدالله حنا بكل إخلاص على الوفا وياك، أيضا أغنية ( رعاك الله ): يا أبو متعب رعاك الله نعاهد والعهد بالله نصون الأرض والراية ولابه غيرها غاية.. الفنان أبو بكر سالم أيضا قدم أغنية وطنية مميزه(عظيمة يا بلادي) وهي من كلمات محمد بن عبود والحان أبو بكر سالم ، أيضا قدم الفنان محمد سامي إحسان الأغنية الوطنية (مليكنا المحبوب) وهي التي عرضت في مناسبة اليوم الوطني وهي من الحان الفنان محمد عبده (مليكنا المحبوب). عاش أبو متعب في قلوب الملايين مليكنا المحبوب تاج السلاطين حنا دروعه حنا سيوفه بالروح نفديه شعبه في قلبه والطيب دايم يبديه، كذلك قدم الفنان عبدالمجيد عبدالله دويتو مع الفنان راشد الماجد مؤخراً أغنية (ملك الإنسانية) وهي من كلمات فيصل الشعلان والحان خالد السبتان. ٭ هذه المشاهد أثرت الساحة الغنائية الوطنية وغيرت الأسلوب في الطرح والأداء من خلال الكلمة واللحن المعبر، وما زال الفنانون بالسعودية ينطلقون للإبداع والشهرة من خلال الأعمال الوطنية .. أيضا الأدلة على انتشار هذه الأعمال الوطنية كثيرة وإن كان أبرزها كانطلاق لهذه الأعمال هي التي قدمها الفنان محمد عبده سابقاً (فوق هام السحب) وتعرف الجمهور العربي عليها كثيراً كذلك أغنية (وطني الحبيب) للفنان طلال مداح، مما ساهم بشكل كبير على امتداد الأعمال الوطنية وانتشارها عربياً وبالأخص في وقتنا الراهن.