وسط حالة من الترقب لما تسفر عنه المحاولات الوحداوية في إعلان البقاء ضمن أندية دوري زين السعودي للمحترفين يعيش القدساويون حالة من القلق خوفا من العودة إلى النقطة السوداء التي أعلنت عن هبوط الفريق الأول لكرة القدم بالنادي إلى دوري أندية الدرجة الأولى قبل أن يصدر قرار هبوط الوحدة. ولعل حالة عدم الاتزان التي يعيشها القدساويون فتحت الباب على مصراعيه للعديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي كانت تدور حول الطريق الذي قاد الفريق إلى حدود الغرق وما صاحبه من قرارات إدارية وفنية قد تكون ألقت بظلالها بنسبة كبيرة على النتائج، في الوقت الذي يرى فيه مسيرو القرار في النادي أنهم ظلموا كثيرا من الأخطاء التحكيمية التي كلفتهم فقدان الكثير من النقاط ورمت بهم في دائرة الحسابات الخاسرة التي كان جزاؤها الاقتراب من دائرة الرحيل. ويعتبر قرار الاتحاد السعودي بإبقاء القادسية بعد قضية مواجهة الوحدة والتعاون طوق نجاة نثر الأفراح داخل أروقة النادي في محافظة الخبر. «شمس» بدورها بعد إعلان البقاء بين الكبار تسأل عددا من المنتمين إلى النادي عما إذا كان الفريق قد استحق البقاء أم لا؟ وهل استفادت الإدارة الحالية مما حدث لها أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه في الموسم المقبل؟.. في البداية لم يجد المدرب الوطني حمد الدوسري حرجا في إبداء امتعاضه الشديد وتذمره مما يحدث إلى درجة أن التشاؤم غلف حديثه عن المرحلة المستقبلية للنادي والتي توقع أنها ستكون أكثر سوءا: «للأسف ما حدث لنادينا القادسية يحز في النفس والخاطر كثيرا ويبكي العين، فالإدارة لم تستطع وضع الأمور في مسارها الصحيح». وشن الدوسري هجوما لاذعا على المحترفين الأجانب واللاعبين المحليين في فريق القادسية: «المحترفون الأجانب ليسوا سيئين فقط بل أسوأ من السيئين، واللاعبون المحليون لم يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عواتقهم إطلاقا، فضلا عن القاعدة، فالقادسية التي فرخت العديد من النجوم الذين يعتبرون الآن نجوم الكرة السعودية في أنديتهم لم تستطع تفريخ سوى لاعبين فقط منذ أربعة أعوام، والمصيبة العظمى حتى هذين اللاعبين لا يحققان الفائدة التي يحتاج إليها الفريق، وأنا أجزم لو استمر الوضع على هذا القدر من التهاون فان القادسية لن يهبط إلى الدرجة الأولى فقط بل سيذهب للدرجة الثانية ولا نستبعد دوري المناطق». وعن سبب حديثه الساخن بهذه الطريقة قال الدوسري: «يعلم الله أنني لا أتحدث من باب الشماتة، بل من باب حبي للقادسية الذي ذرفنا دموع الفرح بعد أن تأكد بقاؤه بين الكبار، ولكن الحديث هل سيستفيد الهزاع وإدارته من رحلة البقاء والتي يحق لي تسميتها برحلة المعجزة؟ وهل سيغير من جلد الفريق». بطل آسيا ويستغرب الدولي السابق ومهاجم الفريق في الفترة الذهبية عبدالرحمن بورشيد من عدم استفادة القادسية من دروس السنوات الماضية «لا أعلم متى يستفيد رجالات القادسية من دروس الماضي، وللأسف الشديد وبكل الحزن الذي امتلكني لا أستغرب الهبوط إلى مصاف الدرجة الأولى». وعن سبب نظرته غير المتفائلة قال بورشيد: «فلنتحدث بعقلانية حتى بعد أن تأكد بقاء الفريق في دوري زين السعودي للمحترفين، إلا أنني وبحكم النقاط أعتبر ما حدث هبوطا، وأوجه السؤال التالي.. هذه المرة الخامسة التي يهبط فيها القادسية إلى مصاف الدرجة الأولى تقريبا فهل استفاد رجالات النادي من الخمس مرات التي هبطنا فيها؟.. طبعا لا». وأضاف: «لماذا نستغرب الهبوط؟ ولماذا نتغنى بأن القادسية من الظلم أن يذهب إلى الدرجة الأدنى وهو الأمر الذي يزيدني حسرة، ويجب أن يعلم الجميع أننا أبطال آسيا، فمن الجرم أن نتواجد في الدرجة الأولى، ونقول مع كل عام هبوط إن الظروف لم تساعدنا، وإن المشاكل التي واجهتنا أسقطتنا، وأنا أقول لمن يتغنى بتلك المقولات مع كل سنة هبوط ليس من العيب أن تخطئ ولكن من العيب أن تستمر على نفس الخطأ، وأقصد بالحديث رئيس النادي عبدالله الهزاع، ففي العام الماضي وبعد أن بقينا «بالعافية» خرج للإعلام وأكد أن العمل سيبدأ من ذلك اليوم لمسح الصورة الهزيلة التي ظهر القادسية بها». وطرح بورشيد تساؤلا على رئيس القادسية قال فيه: «من المؤكد أنك ستخرج وتعيد نفس الأحاديث فهل سيكون حديثك في هذه المرة ممزوجا بالعمل الإيجابي؟». وعلى الرغم من حدة حديث بورشيد إلا أنه عاد لالتماس العذر للتخفيف عن الرئيس القدساوي بقوله: «أتمنى ألا أقسو كثيرا على رئيس النادي الذي من المؤكد أنه مر بأيام حرجة أضرت بالنادي منها وقت إقامة الانتخابات، إلا أنه هو الذي بحث عن رئاسة النادي وعليه أن يتحملها ويسعد محبي ناديه». لا حياة لمن تنادي أما جمال العلي عضو شرف نادي القادسية الذي يعد الشخصية دائمة الجدل مع الإدارة والذي تحدث كثيرا في أمور النادي فطالب بأمور كثيرة حتى يعود النادي لتوهجه: «أحمد الله على البقاء بين الكبار في دوري زين السعودي للمحترفين، ولكن السؤال هل سيفيد البقاء الفريق أم أنها مجرد فترة زمنية قصيرة ويعود القادسية للموقع الذي أصبحت تحبه إدارات النادي على مر السنين؟! وأنا بصراحة تحدثت للأسف بكثرة ولكن لا حياة لمن تنادي، والأيام هي التي تثبت صحة كلامي، وأنا في الوقت الحاضر مجبر على التزام الصمت لأن الأيام كفيلة بكشف العديد من الحقائق ووقتها سيظهر الكثير من الأمور». جهد الوقت الضائع وحمل اللاعب الدولي السابق عارف بورشيد الجميع مسؤولية ما مر به الفريق دون استثناء: «الجميع يتحمل المسؤولية ابتداء من الإدارة مرورا باللاعبين والجهاز الفني، مع العلم أنهم اجتهدوا في نهاية المطاف، ولكن كما يقولون الأوائل هم الرابحون لأن الخلل من البداية ومن الصعب العمل بطريقة الترقيع من أجل تعديل الأمور، ورئيس النادي بصراحة يتحمل المسؤولية الكبرى لأنه «يتفرج» على الفريق وهو يغرق، وأنا لست متشائما ولكني أعلنها لو استمر الحال على ما هو عليه فسيعود النادي إلى دوري الدرجة الأولى لا محالة». وطالب بورشيد بضرورة العمل الجاد والفعلي: «من هنا أطالب الإدارة بأن تبدأ العمل الفعلي وليس الحديث عبر الإعلام فقط مثل ما شاهدنا في العام الماضي، فيجب على الإدارة التعاقد مع جهاز فني يليق بفريق كان بطلا لآسيا في يوم من الأيام، إضافة إلى تدعيم صفوف الفريق والبحث عن لاعبين يشكلون إضافة كبيرة في مختلف المراكز، والتعاقد مع محترفين أجانب يفيدون للفريق وليس مع لاعبين يعتبرون عالة، مع العمل على البعد كل البعد عن المجاملات واستقطاب اللاعبين المحليين بناء على أسمائهم فقط وليس لمستوياتهم». واختتم بورشيد حديثه إلى «شمس» بقوله: «لا أنسى أن أقول للهزاع ما قمت به في نهاية المطاف كان جيدا ولكن ثبت أنه جهد لم يكن كافيا لإعلان بقاء الفريق في الدوري الممتاز لولا إنصاف الاتحاد السعودي، وكل ما نريده نفس الجهود ولكن من اليوم وليس في نهاية الدوري» .