لم يكن هبوط فريق القادسية لدوري الدرجة الأولى بالحادثة المؤلمة لدى بعض القدساويين أنفسهم حتى تكون مؤلمة أو مفاجئة لدى غيرهم . إن هبوط فريق القادسية لدوري الدرجة الأولى كان متوقعا قبل أن يبدأ الدوري على الرغم من الأموال الطائلة التي أنفقت والصفقات التي أبرمت . إن هبوط فريق القادسية هذا الموسم جاء امتدادا لحالة مماثلة تعرض لها الفريق في الموسمين الماضيين عندما نجا القادسية من الهبوط في الموسم قبل الماضي بزيادة الفرق وفي الموسم الماضي بحادثة الوحدة والتعاون الشهيرة . أي أن فريق القادسية وجد قشتين ضعيفتين تمسك بهما في آخر موسمين للنجاة من الهبوط ونجح . ولم يجد هذا الموسم قشة ثالثة حتى لو كانت أوهن من بيت العنكبوت ليتمسك بها لذلك ودعنا للدرجة الأولى . إن فريق القادسية وهو المتوج في الزمن الجميل بكأس أندية آسيا أبطال الكؤوس عانى كثيرا في المواسم الأربعة أو الخمسة الأخيرة من أوضاع إدارية صعبة جدا ولن أتعمق فيها كثيرا لأنني بعيد عن أروقة هذا النادي ولأن أهل مكة أدرى بشعابها ولكن من الواضح أن فريق القادسية يعيش مرحلة صعبة بسبب حالة الانشقاقات الحادثة ليس بين أعضاء الشرف وحسب ولكن حتى بين اعضاء مجلس الإدارة أنفسهم . وأي فريق يتدهور ويتراجع وتتردى عروضه ونتائجه وينزل للهاوية فإن ذلك يحدث بعد أن تنخر الانشقاقات جسده كما تنخر السوسة جذور النخلة وجذعها . إن فريق القادسية يعاني من تخطيط إداري غير سليم فيما يتعلق بمسيرة الفريق في الدوري من حيث التنازل عن اللاعبين والتعاقد معهم . فتحت البند الأول تنازلت إدارة النادي السابقة والإدارة الحالية عن أسماء لو تم الاحتفاظ بها لكان القادسية أحد الفرق التي تنافس وبقوة ليس على البطولات المحلية فقط بل حتى على البطولات الآسيوية وبما أن سياسة التنازل عن النجوم قد تمت فمن حق أبناء النادي أن يتساءلوا عن المردود الذي هو غير موجود . وتحت بند التعاقدات فقد جلبت إدارة النادي العديد من الأسماء الجيدة لكنهم لم يجدوا الجو المناسب للإبداع مع الفريق فالروح الانهزامية طاغية على أداء الفريق منذ عدة مواسم وليس من الموسم الحالي . القدساويون يتساءلون ؟؟ أين هيبة نادينا ؟ ومن يعيدها ؟ وكيف تعاد ؟ إلى متى سياسة الهبوط والصعود وربما لا صعود ؟ حالة من الخوف والرعب والهلع يعيشها القدساويون على مستقبل ناديهم . وتساؤلات تطرح هنا وهناك . كيف سيكون مستقبل نادينا هل سيعود للزمن الجميل أم يكون في طي النسيان ؟ هل يعيده الحنين لجاره ( الاتفاق ) أم يلقى نفس مصير الجار الآخر ( النهضة ) عندما رمت به الأقدار للدرجة الثانية وجعلته يغوص في الدرجة الأولى . قبل الوداع .. عندما هبط القادسية انقسم القدساويون إلى فريقين . فريق بكى ألما وحسرة وحرقة وفريق تباكى شماتة وتشفيا . الطرف الأول هو من سيعيد القادسية للزمن الجميل والطرف الثاني هو من يتمنى النادي الكيان عدم دخولهم أروقته أو حتى اقترابهم منه . خاطرة الوداع .. أيها الأبطال حلاوتها في حصد نقطة الموت أنتم جيل البقاء والاستمرار .