أكد مصدر مسؤول باسم الحكومة اليمنية، أمس، استعداد السلطة لاستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية التي وقع عليها المؤتمر الشعبي العام في حينه و«تأجل توقيعها من قبل الرئيس علي عبدالله صالح نتيجة رفض أحزاب اللقاء المشترك حضور مراسم التوقيع في القصر الجمهوري» حسب المصدر، الذي أضاف في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن موعد التوقيع سيتحدد قريبا بناء على التشاور والتنسيق القائم بين الجمهورية اليمنية وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي. وتجدد القتال العنيف، أمس، بين القوات الموالية للرئيس صالح ومناصري زعيم قبائل حاشد صادق الأحمر، وذلك في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المقاتلين القبليين على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري الأحمر. وذكر بعض شيوخ القبائل لوكالة الأنباء الفرنسية أن الآلاف من رجالهم المسلحين يحتشدون شمال العاصمة وقد اشتبكوا مع نقطة عسكرية على بعد 15 كم عنها. وأكد أحد الشيوخ أن المسلحين «يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم» في إشارة إلى صادق الأحمر. وذكر شهود عيان أن الطيران العسكري خرق جدار الصوت فوق المسلحين المحتشدين بالقرب من صنعاء لتخويفهم، وكذلك خرق جدار الصوت فوق منطقة خمر في شمال البلاد، معقل قبائل حاشد. وفيما يتصاعد التوتر في العاصمة اليمنية، تكثفت حركة النزوح لا سيما من حي الحصبة الذي ما زال يعاني انقطاع الكهرباء. وأكد شهود عيان أن السكان يغادرون صنعاء بكثافة فيما المسلحون ينتشرون في الشوارع وتسمع أصوات اشتباكات الحصبة في كل أنحاء صنعاء. وأكد مصدر مسؤول أن قوات أمنية خاصة قامت بعمليات تمشيط في مبنى وزارة الصناعة والتجارة بمنطقة الحصبة لتطهيره من العناصر المسلحة. وكانت هذه القوات تمكنت من تطهير مباني وكالة الأنباء اليمنية ووزارة السياحة والهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة. وفي تعز جنوب صنعاء، خاض مسلحون حرب شوارع مع القوات الحكومية ومسلحي الحزب الحاكم في شوارع المدينة وحول قصر الرئاسة وبالقرب من معسكر للحرس الجمهوري، حسب هيئة الإذاعة البريطانية. وأفاد شهود عيان أن السلطات تغلق المدينة بالكامل وتمنع الدخول إليها تخوفا من وصول آلاف المحتجين من البلدات المحيطة بها. وكانت مصادمات اندلعت بين القوات الحكومية ومتظاهرين حاولوا التجمع بالقرب من ساحة الحرية بتعز لكن القوات الحكومية صدتهم بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف حسب روايات شهود عيان ما أدى إلى إصابة اثنين منهم. وكانت قوات الأمن اقتحمت الاثنين الساحة التي كان يعتصم فيها المطالبون بإسقاط النظام ما أسفر عن أكثر من 50 قتيلا حسب الأممالمتحدة. وعلى صعيد آخر، وافق اليمن على زيارة وفد من مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق بشأن ما يحدث من قضايا تمس حقوق الإنسان نتيجة الأوضاع السياسية المحتقنة والمواجهات المسلحة التي تشهدها البلاد منذ أشهر عدة