اختارت 41 امرأة يمثلن 27.3 % من عضوية الجمعية العمومية للنادي الأدبي بمكةالمكرمة، ثماني مرشحات من بينهن لتمثيلهن والمنافسة في عضوية مجلس الإدارة التي ستجرى انتخاباتها مساء اليوم، لاختيار عشرة مرشحين من بين 43 عضوا وعضوة. ويدخل 150 عضوا اليوم في أول تحد من نوعه، يحدد النسبة التي يمكن أن تحصل عليها المرأة في أول انتخابات تشارك فيها، في أعقاب السماح لها بذلك، في وقت تعلقت مشاركتها ناخبة أو مرشحة في الانتخابات البلدية التي ستجرى في سبتمبر المقبل، في وقت تصاعدت المطالب بدخولها المجالس البلدية. ولن يكون الاقتراع حسب تأكيدات مسؤولي النادي وفق قائمة منفصلة لكل من المرشحين والمرشحات: «لأنه يمكن لأي ناخب الاختيار بين القائمة الموحدة لاختيار عشرة أعضاء يمثلون مجلس الإدارة الجديد، حتى ولو تم اختيار جميع السيدات اللاتي ترشحن للعضوية، واللاتي يمثلن 18.6 % من نسبة المرشحين في الانتخابات». وأوضح مسؤول العلاقات العامة بالنادي تميم الحكيم ل «شمس» أن الاقتراع الذي ستشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام ويجرى بمقر النادي: «سيكون إلكترونيا، فستكون الحركة الانتخابية إلكترونية في تجربة هي الأولى من نوعها، حيث سيسلم جهاز إلكتروني لكل ناخب يمكنه من اختيار رقم المرشح، وستعرض شرائح إلكترونية بأسماء وأرقام المرشحين أمام الناخبين في لحظة واحدة، ومن ثم يختار كل ناخب عشرة أرقام لمرشحين يود التصويت لهم، وهذا كله سيكون في لحظة واحدة، ومن ثم يقوم البرنامج الإلكتروني بفرز الأصوات، واختيار أعلى عشرة مرشحين حصدوا أصوات ناخبين وهم بذلك سيمثلون مجلس إدارة النادي للمرحلة المقبلة». وعد تجربة دخول المرأة للمرة الأولى في انتخابات الأندية البلدية مكسبا مهما، يضاف لسجلات نجاحات المرأة في الكثير من المحافل المحلية والدولية: «فهي تستحق العضوية، وتأكيدات وزير الثقافة والإعلام ركزت على هذا الشأن وعدم الاعتراض على ترشحها، أو حتى تبوئها رئاسة أي ناد أدبي». ووصف الشاعر والإعلامي والمرشح لعضوية مجلس الإدارة خالد قماش، تجربة دخول المرأة في عضوية مجالس الإدارة، بأنها تستحق ذلك: «لأن الأدب شمولي، ويجب أن يكون بعيدا عن الجنس ذكرا أم أنثى، وهناك أسماء ثقافية تملك وعيا أدبيا وثقافيا لا يملكه بعض رموز الأدب والثقافة، ودور المرأة ضروري ومهم، وتستطيع ترؤس النادي الثقافي الأدبي، لذا فإنني أدعم مشاركة المرأة ووجودها بشرط أن تكون ذات كفاءة عالية، ولديها إنتاجها ووعيها الخاص بها، خاصة أن لها دورا مفصليا في الحياة الاجتماعية، فلها الدور الأوفر في تحقيق المعادلة الإنسانية كصوت ثقافي مؤثر في الحركة الثقافية لتشكيل نسيج المجتمع المثقف والثقافة الاجتماعية الحقيقية». واعتبر الانتخابات الحالية تجربة أولى له: «لكنني أتوقع جميع المفاجآت، وأعتقد أن بعض الذين يخوضون الانتخابات راغبون في الحصول على منصب فقط، فيما البعض الآخر حريص على تغيير الوجه الثقافي لنادي مكةالمكرمة، وانتخابات النادي تعد بروفة ومحطة تجريب للأندية الثقافية والأدبية الأخرى». واعترف قماش بوجود ما يسمى تكتلات: «أسمع عنها وللأسف غالبيتها ليست منحازة للثقافة، وخدمة المنجز الإبداعي بقدر ما هي متكتلة بشكل عرقي أو أيدلوجي، إلا أنني متفائل بالقادم بكل مفاجآته»، مشيرا إلى أن نادي مكة مر بفترة ركود طويلة قياسا بالأندية الأدبية في المملكة والتي سبقته بمراحل على مستوى الملتقيات الثقافية والمطبوعات والإصدارات والفعاليات المنبرية الأخرى، لذلك أرى أن هذه المؤسسة الثقافية بحاجة لإعادة نظر على كافة المستويات وضخ المزيد من الدماء الجديدة والشابة في عروق هذا الجسد الذي كاد يترهّل، ونحن هنا لا ننكر جهود مجالس ورؤساء النادي في السابق، فقد كان لهم جهد يشكرون عليه، ولكن الزمن ليس زمنهم، إضافة إلى أن الفكر اختلف وسبل التعاطي مع الثقافة اختلفت، والرؤية أضحت أكثر اتساعا وشمولية من أي أفكار منغلقة أو محدودة مع أننا كفئة شبابية نحتاج لعامل الخبرة في الممارسة الثقافية، فهناك أسماء إبداعية كبيرة تمتلك الخبرة والوعي في آنٍ واحد، وهذا ما سيشدّ عزيمتنا للتآلف والتحالف والتكاتف مع من نثق بوعيهم وتوجههم الجميل الذي ينحاز للإبداع والمبدعين دون تصنيف أو تمييز».