تفاجأ المتابعون للشأن الفني الخليجي وتحديدا للدراما الخليجية بالإصرار الذي تبناه منتجو هذه المسلسلات مع مخرجيها وأبطالها في إعادة السيناريو السنوي الذي شكل عبئا كبيرا في تطوير الأفكار الدرامية الخليجية، وجاء هذا الإصرار دليلا واضحا وصريحا على أن كتاب المسلسلات الخليجية قد أصابهم نوع من التبلد الفكري لعجزهم عن الخروج من دائرة تشابه النصوص المكتوبة. وأعتقد أن الزمن قد تسبب في كارثة على كل المؤلفين والممثلين والمخرجين الخليجيين الذين جعلوا منه بطلا استثنائيا لأعوام عدة منذ أن بدأت الدراما بالانتعاش على يد فجر السعيد الكاتبة الكويتية بمسلسلات حملت الزمن كل أخطاء المجتمع ب«دارت الأيام» و «جرح الزمن». وجاء بعد ذلك مؤلفون «درجة ثانية» ليكملوا ما جاءت به السعيد في منتصف التسعينيات ليحققوا النجاح نفسه لكنهم أخفقوا ولم يستطيعوا السير على نهجها بسبب العمق الدرامي الكئيب الذي ميزها عن باقي الكتاب في تلك الفترة حتى ظهروا لنا في صورة مؤلفين جيدين تسببوا في منع الكاتبة الكويتية من مواصلة نجاحها السابق لكنهم جعلوا فكرها نصب أعينهم لإكمال المسيرة المرة في هذا الزمن. والغريب أن بعض كتابنا الخليجيين بعد عشرة أعوام منذ أن بدأت الحملة على الزمن لا يزالون في الدائرة نفسها، حيث أنتجت مسلسلات خليجية وقد ترجع هذه الكارثة الدرامية إلى عدم وجود مؤلف وسيناريست جيدين يستطيعان الخروج عن المألوف بكتابة مسلسل تدور أحداثه بعيدا عما أنتج في السابق. المهتمون بالدراما الخليجية يرون أن اختلاق الأدوار والشخصيات الدرامية لأقارب البطل قد يكون من أهم أسباب الضعف الحاصل حاليا؛ لأن هذا الاختلاق غير المبرر يفقد النص المكتوب أحد أركانه المهمة «الحبكة الدرامية» التي أصبح المتابع العربي يفهم معاييرها جيدا، وما نتمناه هو أن تصبح للدراما الخليجية رؤية فنية واضحة ذات أبعاد مختلفة وألا يصبح «الزمن» هو المتنفس الوحيد لكتابنا ومخرجينا. سعد الدوسري. الدمام