صخب وإثارة ورفع لسقف التحديات في الاستحواذ على نجومية الموسم الرمضاني ووعود بتقديم دراما استثنائية، هذه هي السمة البارزة لأغلبية الأعمال السعودية في السنوات الأخيرة التي يحاول القائمون عليها حجز أماكنهم في وسائل الإعلام مبكرا وتحديدا في الأيام الأولى من حركة الكاميرا، وبعد أن يتم العرض ويفاجأ الجمهور بأن بعض هذه الأعمال دون المستوى المأمول فإن أصابع الإخفاق من قبل طاقم المسلسل جميعها تشير إلى ضعف في السيناريست وعدم ترابط في الحبكة الفنية، ويصبح الكاتب هو الشماعة الوحيدة التي يعلق عليها النجوم والمنتجون أسباب الإخفاق. ويتوارى عن الأنظار الجميع ويبقى هو تحت مقصلة النقد، ودرعا واقيا للبقية، ويضطر القائمون على تلك الأعمال إلى تأجيل وعودهم إلى موسم قادم تتم فيه معالجة الأخطاء والجوانب الإنتاجية بصورة مختلفة. عن هذا الأمر تحدث المنتج فيصل يماني الذي يجهز هذه الأيام الجزء الثاني من مسلسل «فينك» لصالح التليفزيون السعودي، وذكر أن الدراما السعودية تعيش أزمة نص والضعف الموجود في الأعمال سببه غياب الكتاب الموهوبين المتمرسين والمؤهلين أكاديميا لجميع أنواع الكتابة التليفزيونية: «إذا كانت لدينا مشكلة فأول الحلول هو أن نعترف بهذه المشكلة ومن ثم نحاول أن نضع حلولا لها». في حين دافع الكاتب عنبر الدوسري وبرأ ساحة زملائه الكتاب من تحمل المسؤولية الكبرى في إخفاق الدراما المحلية، وأوضح الدوسري أن هناك ضعفا في الأداء قد يعتري بعض الممثلين وفي أحيان خروج صريح عن نص السيناريست مما يتسبب في ضعف الترابط بين الأحداث والمشاهد ويحدث خللا في تركيبة بعض الأعمال بسبب عدم فهم المخرج لتسلسل النص: «هناك عوامل كثيرة تتسبب في إخفاق الأعمال منها خروج الفنانين عن النص فلماذا يتحمل وزر ذلك صناع النصوص»؟ وبين الدوسري أن الدراما تعاني ندرة في الكتاب، وهذا الأمر موجود في جميع البلدان المجاورة وعندما يخفق عمل فإن الجميع لديهم الشجاعة للاعتراف بهذا الإخفاق. الكاتب عبدالعزيز المدهش كان له رأي مختلف حول الموضوع عندما طالب المنتجين بعدم تصوير الأعمال التي يشعرون من خلالها بأن نصوصها ضعيفة: «طالما أن المنتج سيخرج بعد أن يصرف على العمل مبالغ طائلة ليصرخ بأن الكتابة دون المستوى أود أن أسأله لم تصور من الأساس وأنت تدري أن النص الذي تملكه ضعيف»؟ الفنان خالد سامي امتدح قيام بعض المنتجين بتأسيس ورش عمل للنصوص قبل بدء التصوير وأكد أن هذه الخطوة انعكست إيجابا وأضفت لمسة مختلفة على كثير من الأعمال المحلية: «لدينا ضعف حقيقي ولا ينكره سوى مكابر، ولكن في المقابل لابد من وضع حلول وفتح المجال للكتاب الشباب وتدريبهم على صناعة النص بل وإرسالهم في دورات خارجية، ونفس الأمر ينطبق على المخرجين، نحن نريد أن نأكل «طبيخ» محلي 100 %». وشدد سامي على أن المنتج أحيانا يقع في الفخ عندما يقرأ بعض النصوص فيجدها جميلة وممتعة على الورق وعندما يصورها يكتشف أن ردة الفعل سلبية حولها، معتبرا أن الأمر يعتمد في كثير من الأوقات على التوفيق وقدرة طاقم المسلسل على العمل بروح عالية .