يبدو أن بعض الشخصيات القيادية في الوسط الإعلامي وخاصة الرياضي منه.. أصبحت هي من تؤخر عملية تغيير المفاهيم والقناعات الاجتماعية.. وتقتل كل بوادر التطور.. ومشاريع الإصلاح.. وتنوير المجتمع.. فعلى سبيل المثال أصبح من السهل جدا أن يمرر مدير قناة أو رئيس تحرير كل الانتقادات القاسية التي توجه لنادي الهلال.. وسيفرش الورود أمام كل محاولات النيل من تاريخه والتشكيك في إنجازاته.. ويعتبر ذلك جزءا لا يتجزأ من الذهنية الاجتماعية السائدة.. في حين سيكون التحفظ حاضرا بكل قوة عندما يتعلق النقد بنادي النصر وتاريخه «المهيب».. وفي تصوري الخاص.. أن هذا الأسلوب ما هو إلا نتاج خطة مدروسة نجحت القيادات النصراوية السابقة في زرعها إعلاميا، من خلال إقناع المجتمع الرياضي بأنه «مظلوم دائما».. وبالتالي لو كتب أحدهم وقال: «النصر ليس له تاريخ حقيقي في آسيا» لأصبح هذا الكلام غير مقبول في عرف البعض.. ولا يمكن تمريره.. على اعتبار أنه يخالف الذهنية السائدة.. أما لو تفنن أحدهم في الانتقاص من التاريخ الأزرق فإنه سيلقى كل حفاوة وترحيب.. وربما تصدرت مقالاته واجهة الجريدة لأنه جاء وفق الرغبة الإيديولوجية التي تقود المشهد الإعلامي.. هذا واقع.. وواقع معاش.. ولا يمكن إقصاؤه.. لكننا لو أردنا التوغل في دراسة حيثيات الموضوع.. لوجدنا أن الكثير من المؤسسات الإعلامية في بلادنا لا تستطيع أن تقدم نفسها خارج إطار المألوف سواء في الطرح أو التوجه، وبالتالي فإن انتقاد الهلال والنيل منه يأتي في هذا الإطار الاجتماعي الضيق.. ولكن.. هل كل قناعاتنا الاجتماعية وبخاصة السائد منها.. صحيح؟ بالتأكيد لا.. وأنا أجزم أن ما علق في الهلال وتاريخه هو جزء لا يتجزأ من الأخطاء البشعة التي يرتكبها المجتمع في حق الإبداع وأهله.. تماما.. مثل الذي يواجه المخترع العبقري في محيطه الخاص عندما يجوب العالم بحثا عن «براءة اختراع» حيث سيواجه سيلا من الانتقادات التهكمية من الفارغين.. الذين لا هم لهم إلا التشكيك و«القيل والقال».. وشخصيا لدي رؤية شابة وتاريخية تتعلق بحقيقة النصر على الصعيد الآسيوي.. تحتاج إلى من يستوعبها ويحتضنها إعلاميا.. والأكيد أنني لن أجد.