مع الكثير من المواقف التي تتكرر شبه يومي... غبت في أفكاري وأنا أتمنى لو بيدي عصا سحرية أو سلطة لكنت قلبت موازين مجتمعي لمدة يوم واحد وأبدلت الرجال نساء والنساء رجالا. لا أنكر أمنيتي أن أصبح رجلا عندما أواجه المجتمع.. الذي لا يعترف إلا بأهلية الرجل!! فالمرأة لا يحق لها وليست أهلا لاتخاذ قرار إلا إذا عادت بقرارها للرجل «كيف لا؟ ألا يكررون أنها ناقصة عقل؟!».. بينما المسؤولون ما ربتهم إلا امرأة وهي التي علمتهم كيف يتخذون القرار وهي التي أنشأتهم رجالا وحرصت على أن يكون صغيرها مدركا لما هو صواب وما هو خطأ..!! وعندما يشتد عوده ويشار له بأنه رجل.. يرى كل ما تصنعه المرأة خطأ وليست أهلا لشيء..!! وكأني بذاك البيت القائل.. أعلمه الرماية كل يوم.. فلما اشتد ساعده رماني وقد تناسى البعض أنها أول من وضعت لهم أول لبنة في بنيان معرفتهم وعلمهم بالحلال والحرام في أول خطوات تربيتهم في اللحظة التي كان رب الأسرة منشغلا في تحصيل لقمة العيش.. مع ملاحظة أن هذه المرأة قد تكون أمية لا تقرأ ولا تكتب ورغم ذلك أحسنت تربيتهم... وقد تعلمت المرأة وأصبحت تعي وتدرك ما الذي لها وما عليها، وعلمت أن لها حقوقا اجتماعية مخفاة.. وكلما صرخت «حقي» رفعوا لها شعار التغريب وكأنها مصابة بداء الأفكار الغربية.. «شفاك الله يا سيدتي الكريمة وابتلاك بداء الجهل حتى تتمكني من العيش بسلام...»!! لو ليوم واحد تبدلت الأماكن لشعر الرجل بفداحة قبح أفكاره والتي لا تمت للدين أو الشرع بصلة..